Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

دعوها فإنها منتنة

الله جل جلاله واحد ،والدين عند الله أيضاً واحد هو الإسلام وإن تنامت لبنات عباداته ومعاملاته وتعدد رسله وأنبيائه حسب الأزمنة والأمكنة حتى اكتمل هذا الدين بنبي واحد هو محمد المصطفى صلى الله عليه وسلم ،

A A
الله جل جلاله واحد ،والدين عند الله أيضاً واحد هو الإسلام وإن تنامت لبنات عباداته ومعاملاته وتعدد رسله وأنبيائه حسب الأزمنة والأمكنة حتى اكتمل هذا الدين بنبي واحد هو محمد المصطفى صلى الله عليه وسلم ، وكتاب واحد هو القرآن الكريم المحفوظ ليوم الدين قال تعالى ( اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناً) وقال تعالى ( إن الدين عند الله الإسلام وما اختلف الذين أوتوا الكتاب إلا من بعد ما جاءهم العلم بغياً بينهم).ودعونا نتوقف عند قوله تعالى ( وما اختلف الذين أوتوا الكتاب إلا من بعد ما جاءهم العلم بغياً بينهم ) ، حيث اتفق أغلب علماء التفسير بأن ذلك الاختلاف كان وسيكون بالبغي على الدنيا وطلب ملكها وسلطانها وخزائنها وزخرفها ، فسلط الله عليهم جبابرتهم فاختلفوا في الحق لتحاسدهم وتباغضهم وتدابرهم فقتل بعضهم بعضاً على الدنيا من بعد ما كانوا علماء للناس وهذا يعني بل يؤكد أن الاختلاف الذي توجهه الضغوط السياسية والميول الفئوية وطلب الجاه والسلطة والمال هو المسبب الأساس للانحراف عن الصراط المستقيم كما حدث لليهود بعد موت سيدنا موسى عليه السلام وللنصارى بعد وفاة سيدنا عيسى عليه السلام ،والمؤكد أن هذا هو الحال الذي تعيشه وتلمسه أمة الاسلام من تباغض وتناحر وقتل وتفجير كانت أسبابه حدوث الاختلاف المذهبي والقبلي والطائفي في العصور الأولى ثم تنامي ذلك الاختلاف عبر العصور بعد اتخاذه أدوات يحقق بها بعض الساسة أغراضهم وأطماعهم ويحقق بها آخرون الجاه والمال ،فكانت النتيجة أن تباعد أفراد الأمة وتناحروا بعد أن تناسوا ما حذرهم منه ونهاهم عنه نبينا محمد صلى الله عليه وسلم في قوله ( دعوها فإنها منتنة ) أي ابتعدوا عن ممارسة العصبية بمختلف صورها القبلية والمذهبية والطائفية والفئوية كونها منتنة في رائحتها كناية عن النواتج التي تترتب عليها من تباغض وتناحر وكراهية بين الأفراد والجماعات .
ولعلي هنا ومن هذا المنبر أدعو كل من يهمه الأمر من قادة وعلماء الأمة الإسلامية في كل بقعة من بقاع الأرض أن يتمثلوا بأمر نبيهم صلى الله عليه وسلم وأن يسعوا بكل ما يتوفر لهم من سلطات سياسية أو دينية على سد هذا الباب المقيت الذي فرق بين أبناء الأمة وشتت شملهم وزرع الكراهية والبغضاء بينهم وشوه صورتهم وصورة ديننا الحنيف أمام الآخرين فالاختلاف أصبح متسارعاً والتناحر أصبح جارفاً وأعداء الأمة بدأوا يستثمرون ذلك ويوجهونه بكل ما أوتوا من قوة وكما يشاؤون لصالحهم لتحقيق مرادهم بالسيطرة على موارد المسلمين وثرواتهم ومواقعهم في ظل ضعفهم وتخاذل بعضهم وتناحرهم وهوانهم عليهم .
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store