Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

زمن التلاحم

تساؤل كبير يجول في الأذهان ويتردد على ألسنة الجميع عن كيفية تمكُّن الشعب التركي الأعزل من إحباط الانقلاب العسكري الفاشل بتركيا رغم الأشهر الطوال التي استغرقها التخطيط وكذلك جمع المليارات الكثيرة و تو

A A
تساؤل كبير يجول في الأذهان ويتردد على ألسنة الجميع عن كيفية تمكُّن الشعب التركي الأعزل من إحباط الانقلاب العسكري الفاشل بتركيا رغم الأشهر الطوال التي استغرقها التخطيط وكذلك جمع المليارات الكثيرة و توزيعها على كثير ممن شاركوا في الانقلاب حسب الأدوار الموزعة ، ذلك الانقلاب الذي كان من المفترض أنه محكم وأن دولة تركيا الحديثة ستقع في يد العلمانية من جديد وهذه المرة على يد العالم الغربي عالم الحريات ؟! حقوق الإنسان ، ومع ذلك لم يستمر بفضل الله ثم ما لبثت تركيا أن استعادت قياداتها . وتصدى الشعب التركي الأعزل للجيش وتلاحم مع قيادته الشرعية فلم يعش الانقلاب لأكثر من خمس أو ست ساعات.
ذلك الانقلاب الفاشل الذي يستهدف الإسلام والمسلمين من قبل العلمانيين الغربيين والاتراك والعرب ومن الجيوب الطائفية بدعم وبتعاون من بعض كبريات أجهزة الاستخبارات العالمية كما صرح بذلك الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ليلة الانقلاب الفاشل أمام الشعب التركي من خلال جهاز هاتف ذكي كانت تحمله مذيعة تركية تعمل في القناة الرسمية ، تلك الرسالة تلقفها الشعب التركي وأخذها مأخذ الجد ونفذ ما فيها ، ونزل في الشوارع وعلى الكباري وكبريات المرافق الحكومية فوقف بالصدور العارية أمام تدفق الدبابات والمجنزرات دفاعاً عن مكتسباته الحضارية وأجبر المشاركين على التسليم وأحبط انقلابهم بذلك التلاحم الشعبي بين الحكومة الشرعية والشعب .
الرئيس أردوغان فجَّر تصريحاً في تلك اللحظات الحالكة السواد بضلوع بعض القوى العالمية في التخطيط والتنفيذ في هذا العمل المخزي ضد بلاده وضد مكتسباتها السياسية والاقتصادية ، دون أن يسمي دولة بعينها في ذلك التصريح ، لكن ومع مرورالوقت بدأت تظهر بعض التفاصيل للتدخل الغربي في الشأن التركي ، فعلى سبيل المثال فقد جاء في صحيفة تركية بأن أحد الجنرالات السابقين، كان الرأس المدبر أو المخطط الرئيس لمحاولة الانقلاب الفاشل ، وهو الذي أشرف على إداره توزيع ما يزيد عن 2 مليار دولار على كثير ممن شاركوا في الانقلاب عن طريق أحد البنوك الأفريقية .
إن في ما حدث خلال الأسبوعين الماضيين ونيف من أحداث تاريخية مفصلية في تركيا من قبل المعتدين على الأمة المسلمة ممثلة بتركيا في هذه الحالة لنموذجٌ في ما يبيتونه لبقية العالم الإسلامي وفي كيفية الوقوف في وجه تلك المؤامرات ، وما يمكن أن يدافع به المسلمون عن كيانهم ربما بأسرع مما يتصور البعض منا ، مما يستوجب من أهل الإسلام الوعي التام والعمل الحثيث على كل الأصعدة وعند المستوى العالمي وبالشمولية الممكنة ، والتعبئة النفسية واللوجستية لمواجهة القادم ، و هو ليس في الطريق فحسب بل قد نزل بكثير من بلاد المسلمين من اليمن والعراق والشام و ليبيا ...، كما علمتنا التجربة الانقلابية الفاشلة بإن التلاحم حول القيادة الشرعية المبنية على الأسس الإسلامية الصحيحة فيه الفرج من لدن ربنا سبحانه وتعالى. .
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store