Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

مشاورات الكويت ... مضيعة للوقت

لا جديد في نتائج المشاورات بين أطراف النزاع اليمني؛ فالفشل هو مصيرها المنطقي؛ لأن النيِّة غير صادقة لدى الحوثيين وأنصار المخلوع صالح لإيجاد مخرْج لهذه الأزمة التي أرهقت الشعب اليمني، وعطَّلت مصالحه وأ

A A
لا جديد في نتائج المشاورات بين أطراف النزاع اليمني؛ فالفشل هو مصيرها المنطقي؛ لأن النيِّة غير صادقة لدى الحوثيين وأنصار المخلوع صالح لإيجاد مخرْج لهذه الأزمة التي أرهقت الشعب اليمني، وعطَّلت مصالحه وأنهت مقدراته ومُكتسباته خلال العقود الماضية، فكيف تُحاور مندوبين لعصابات تقوم في ذات الوقت الذي تُحاور فيه بحشد قواتها على الحدود؟ وتُحكم سيطرتها على تعز وتُمارس القرصنة لاختطاف السجناء والاحتفاظ بهم في جهات مجهولة وتضرب بعرض الحائط كل المعاهدات الدولية وتتعالى على كل المحاولات الهادفة إلى إخراج اليمن من هذا النفق المُظلم؟
إن استمرار المشاورات اليمنية مَضْيعَةٌ للوقت ، وتحايل من الحوثيين والمخلوع لكسب المزيد من الوقت؛ وإعادة ترتيب أوراقهم، وفرصة سانحة لوصول المزيد من إيران - الداعم الرئيس لهذه المأساة - بطرق غير مشروعة؛ لذا فإن النظر إلى هذه « المهاترات « على أمل أن يتحقق حل فِعلاً على الأرض هو ضربٌ من الخيال لا يمت للقراءة الواعية للمشهد السياسي بصلة؛ وما إعلان الحوثيين وأنصار صالح عن مولودهم الخديج الذي أطلقوا عليه مسمى «مجلس سياسي لإدارة البلاد» سوى حلقة في سلسلة تعقيد الأزمة اليمنية وعدم الرغبة في الحل السياسي الذي يحفظ لليمن كينونته ويُعيد الأمل إلى شعبه.
لقد عزز المجلس المُشكل من فصيلين خارجين عن الشرعية فرضية فشل «مهاترات الكويت» وأثبت بما لا يدع مجالاً للشك أنك تتعامل مع عناصر غوغائية لا عقيدة تردعهم ولا وطنية تُنتخى فيهم ولا وعي بأن ما يقومون به لا يتجاوز أن يكون خيانة عظمى مُررت عليهم تحت وطأة الطائفية المَقيتة من قِبَل الحوثيين، ونزعة إلى السلطة الأبدية من قِبَل المخلوع ، متناسين أن مَنْ يدفع الثمن الباهظ هو الشعب اليمني وأن المُستفيد الأوحد هو مَنْ يسعى لتصدير ثورته بغض النظر عن الخسائر البشرية والمادية التي يتكبدها اليمنيون يومياً.
السؤال الأهم – من وجهة نظري – هل سيستمر الشعب اليمني في سلبيته تجاه من تكشَّفت نواياهم الخبيثة من أبناء جلدتهم تجاه وطنهم؟ أم أنه سينهض من غفوته لاستعادة كرامته المسلوبة من التابع الإيراني والمخلوع الخائن وإعادة اليمن السعيد إلى سابق عهده؟
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store