Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

قفلة مُخ

عنوان المقال ترجمتي الشخصية لمصطلح «Writer’s Block» الذي يشير إلى صعوبة أو استحالة القيام بوظيفة معرفية مهمة من وظائف الدماغ، وهي هنا انغلاق الباب أمام القدرة الإبداعية على كتابة مقال أو كتاب جديد، تص

A A
عنوان المقال ترجمتي الشخصية لمصطلح «Writer’s Block» الذي يشير إلى صعوبة أو استحالة القيام بوظيفة معرفية مهمة من وظائف الدماغ، وهي هنا انغلاق الباب أمام القدرة الإبداعية على كتابة مقال أو كتاب جديد، تصيب عددًا من الكُتّاب وقد تستمر لسنوات.
وعلى الرغم من توفّر كثير من الموضوعات والقضايا والأحداث المهمة والراهنة، على الصعيد الإنساني والسياسي والاجتماعي والاقتصادي والفكري، وعدد كبير من المشكلات الاجتماعية العالقة، إلا أن بعض الكتّاب يجدون أنفسهم من حين لآخر عاجزين عن الكتابة فيها والتعبير عنها، ويفشلون في وضع النقاط الأساسية التي يمكنهم تناولها في مقال أو كتاب، على الرغم من انشغال فكرهم بها، وتأثرهم سلبًا أو إيجابًا بتداعياتها.
ويبدو أن أحد تلك الأسباب - في رأيي - انتشار اللغط في مواقع التواصل الاجتماعي، وكثرة القيل والقال، واختلال المعايير الإعلامية لدى بعض الجهات، وكثرة أدوات التلقي التي تنقل للإنسان كل ما هب ودب، إضافة إلى ضيق الصدر ببعض تلك القضايا المتكررة، والضجر الذي يصاحب استمرارها دون حلّ واضح في الأفق، وكثرة الضغوطات الاجتماعية والعملية وفرط الاحتقان النفسي واضطرابات المزاج والنوم التي يتأثر بها كثيرون بين حين وآخر.
لذا ليس بمستغرب تعرّض كثير من الكتاب إلى إرهاق الذهن ونضوب الفكر، نتيجة تناول موضوعات اجتماعية أو فكرية أو سلوكية أو إدارية مكررة، فضلا عن نوبات الإحباط الشديد وغياب التركيز المصاحب لذلك، وتكالب وسائل تشتيت الانتباه ومنها تأثر الكاتب ببيئة العمل وما يتخللها من ضغوطات إدارية وضائقات مالية، تجعل من الكتابة أمرًا لا نكهة له، وطعمًا غير مستساغ، تخاصمه خلالها بنات أفكاره، ولا تصالحه إلا بعد أن يداعبه اليأس، أو يأخذ إجازة مؤقتة من الكتابة، ويغير روتين يومه، أو يلجأ للسفر والعزلة، يتعلم فيها أمورًا إبداعية جديدة ويبدأ بالكتابة الحرة لكل ما يطرأ على ذهنه، لتنضح بعدها قريحته دون مقدمات بما تيسّر من كلمات، تمتم ببعضها خلال حُلمه بواقع أفضل، ومستقبل أجمل.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store