Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

المتحدثون باسمنا...؟!

قلنا وما زلنا نقول وسوف نظل نقول إن شبكات التواصل أصبحت بعبعاً مخيفاً ليس فحسب لمن لا يضبط لسانه ،ولا يمتلك الخلفية العلمية والثقافية والاطلاع ، بل ومن لا يملك الحجة التي يقارع بها الحجة .

A A
قلنا وما زلنا نقول وسوف نظل نقول إن شبكات التواصل أصبحت بعبعاً مخيفاً ليس فحسب لمن لا يضبط لسانه ،ولا يمتلك الخلفية العلمية والثقافية والاطلاع ، بل ومن لا يملك الحجة التي يقارع بها الحجة . المنطق يقول لنا أنه ليس من المنطق أن يأتي من لا يمتلكون أبجديات السياسة لكي يقولوا لنا أننا نحن العرب على خطأ وإسرائيل المغتصبة للأرض الفلسطينية على صواب؟! قلة يُعدون على أصابع اليد يصولون ويجولون ويتحدثون باسم المملكة وباسم شعبها وكأننا قُصَّر نحتاج إلى ولاية علينا ؟! وليس من المنطق أن يذهب أحدهم إلى إسرائيل ليقول لنا أنه ذهب لإمامة المصلين في القدس وهو لا يمتلك مقومات الإمامة ؟! وليس من المنطق أن يقوم هذا الشخص ويتحدث باستمرار لقناة تتدخل في شؤون دول وتحرض على الفتنة والانقلابات بكلام ركيك غير مفهوم جعلنا كمتعلمين ومثقفين مثار سخرية أمام العالم ،وأن السعودية لا يوجد بها إلا من هذه النوعية لكي تقول لنا كلاماً مخجلاً لا يرتقي لتعليمنا الراقي ولا لمثقفينا وأصحاب الدراية والخبرة التي يعج بها بلد عدد سكانه تجاوز العشرين مليوناً؟! من سمح لهم أن يتحدثوا باسمنا كشعب وحكومة ووزارة الخارجية سبق وأن حذرتهم بعدم التحدث باسم المملكة؟! .
نحاول التخلص من تجار الدين الذين أمطرونا بالعظات والأدعية والأحاديث التي نعرف الصحيح منها قبل أن تلدهم أمهاتهم لنبتلى بالبعض من المنظِّرين للسياسة التي لا يجيدون أبجدياتها ولا فنها؟! .
أنا هنا أتحدث عن نفسي كمواطن لا أريد لا زيد ولا عبيد من الناس أن يتحدثوا باسمي لا بالسلب ولا بالإيجاب ،وعليهم الاهتمام بأسرهم وأولادهم كونهم ليسوا مسؤولين ولا مناطاً بهم التحدث باسم الحكومة؟! نحن لدينا حسابات في تويتر ولكن عندما نغرد نضع في اعتبارنا أن هناك من هم أفضل منا علماً وثقافة ودراية وخبرة ولذلك فمن الواجب علينا إما أن نتقبل النقد البنَّاء الذي يقوِّم الاعوجاج فينا أو نصمت إذا كنا لا نتقبل من ينقدنا؟!. الجميع لهم حقوق بعرض وجهات نظرهم ولكن ليس من حق كائن من كان أن يفرض وجهة نظره على الآخرين بل كل ما يقوله المواطن يخضع ليس فحسب للتقويم بل وأيضاً للمحاسبة عندما يتجاوز الخطوط الحمراء المتمثلة بالمساس بالدين أو بأمن الوطن أو ولاة أمره الذين يسعون جاهدين للنأي بالمملكة وطناً وشعباً عن المنزلقات السياسية التي لا تجلب للوطن إلا العداوات والكراهية والحقد ،وتجعلنا هدفاً مشروعاً للعبث بأمننا ومقدراتنا ومكتسباتنا. نختم حديثنا بالقول إن المواطن الصالح هو من لا يتدخل فيما لا يعنيه من أمور قد تسبب حرجاً للمملكة وشعبها.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store