Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

مؤامرات ... محاذير

لعل من نافلة القول أن لا ننفي بأن الأمة الإسلامية تحاك لها العديد من المؤامرات بعضها وبكل ألم يعين عليها أبناء جلدتها وهم لا يشعرون أو يشعرون.

A A

لعل من نافلة القول أن لا ننفي بأن الأمة الإسلامية تحاك لها العديد من المؤامرات بعضها وبكل ألم يعين عليها أبناء جلدتها وهم لا يشعرون أو يشعرون. كنوز المعلومات التي تم جمعها عن مجتمعاتنا عبر عقود من الزمن وفي مرحلة سبقت التخزين الآلي للمعلومات والحرص على تحديثها أولاً بأول وإرسال الوفود والمبعوثين تحت مظلات مختلفة لكنها تستهدف التعمق حتى في الجوانب السلوكية والنفسية وغيرها، ساعدت هؤلاء على تحريك حجار الدامة وهم على يقين تام بالأفعال وردود الأفعال المتوقعة، هذا إذا استثنينا أنشطة التجسس والمعلومات الإستخباراتية.
نبدأ بقول معروف للزعيم الهندي الراحل غاندي: كلما قام شعب الهند بالاتحاد ضد الاستعمار الإنجليزي يقوم الإنجليز بذبح بقرة ورميها بين الهندوس والمسلمين لكي ينشغلوا بينهم بالصراع ويتركوا الاستعمار، وبكل أسف فإن ما يحدث الآن بديار المسلمين يشبه ما كان يحدث في الهند، الفرق بين المشهدين (أن الانتحاري تطوع ليقوم بدور البقرة). الرئيس الأمريكي ريتشارد نيكسون في معرض تصريح تلفزيوني له قبل ثلاثة عقود يقول: إن دورنا المنوط بنا هو تأخير خروج المارد الإسلامي من قمقمه، وفي نفس السياق نجد أن الرئيس الأمريكي بوش الابن يقول: إن تركنا الإسلاميين يسيطرون على دولة واحدة فإنها ستحشد الملايين من المسلمين إليها وقد يترتب على ذلك الإطاحة بأنظمة الحكم التابعة لنا ،وإقامة إمبراطورية إسلامية متطرفة من حدود أسبانيا غرباً إلى أندونيسيا شرقاً.
في المقابل فإن من يستمع إلى بعض علماء المسلمين أو بعض خطباء الجوامع من دعاء ووعود يجعل الآخر لا يشعر إلا بالثبور وعظائم الأمور التي ستصيبهم لو تمكن هؤلاء منهم وبالتالي فلا غرو أن لا تتوقف المؤامرات تلو المؤامرات ،ولديهم من الأدوات ما يعينهم على تحقيق مآربهم وربما معظمها يتم عن بعد ولم يعد في حاجة إلى استعمار جديد ،فالإعلام الحديث يوظف بمهنية عالية وتهريب المخدرات واحد من أهم عوامل الغزو وهو سلاح أكثر فتكاً من غيره، والعبث بالقيم الإجتماعية من خلال القنوات الإباحية وغيرها ،من المؤشرات المستنتجة من جمع المعلومات عن هذه المجتمعات.
إن ما يحدث حولنا من مؤامرات يجعلنا نندم على سكب مشاعرنا كلها ونكتشف أن الإناء الذي حواها مكسور وأن الدواء الذي كنا نتجرعه مسموم، ومع ذلك فليس هناك ما يخيف إذا كنا على وعي حقيقي بما يدور حولنا وإذا كانت صلابة الجبهة الداخلية قوية ومؤمَّنة. إن في قلب كل إنسان نبتة صالحة .. إن سقاها بالخير تفرعت وصنعت له بستاناً وإن سقاها بالشر فسدت وأفسدت أرضه (وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ).

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store