Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

مشاورات السلام .. في أسبوع

مشاورات السلام بين الحكومة اليمنية الشرعية وميليشيا الحوثي وحزب المؤتمر الشعبي التي تستضيفها الكويت برعاية الأمم المتحدة ودعم 18 دولة لم تسفر حتى الآن إلا عن مماطلة وعرقلة واستهتار الطرف غير الشرعي -

A A
مشاورات السلام بين الحكومة اليمنية الشرعية وميليشيا الحوثي وحزب المؤتمر الشعبي التي تستضيفها الكويت برعاية الأمم المتحدة ودعم 18 دولة لم تسفر حتى الآن إلا عن مماطلة وعرقلة واستهتار الطرف غير الشرعي - الحوثي والمخلوع- . المفارقة المضحكة المبكية هي اتفاقهما على تشكيل « مجلس سياسي» الخميس الماضي، يتمتع بصلاحيات سياسية وعسكرية وأمنية واقتصادية واجتماعية لإدارة شؤون البلاد، رغم ذلك لا زال المبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ أحمد يأمل في التوصل إلى حل فأعلن مساء السبت الماضي تمديد المشاورات لمدة أسبوع بعد فشل قارب أربعة أشهر!
الحكومة الشرعية في مواجهة ميليشيا الحوثي وعصابة المخلوع، أعطتهما حيثية لا يستحقانها ومكانة الخصم الند فانقلب مرة أخرى بتشكيل المجلس السياسي بكل الصلف والوقاحة لسحب الشرعية من الحكومة وهو على بساط المفاوضات.
تمديد المشاورات حتى لو كانت أسبوعاً تمنحهم فرصة لمزيد من الأعمال الإجرامية داخل اليمن ومهاجمة الحدود السعودية.
كيف تجلس الحكومة الشرعية أمام عصابة مجرمة وقتلة ومحتلين للتفاوض معهم؟ منذ إبريل 2016م والفشل حليف مفاوضات السلام بين الحكومة الشرعية اليمنية وميليشيا الحوثي وأنصار المخلوع، ولأن الطرفين غير متكافئين، يبادر الطرف غير الشرعي بعدم الالتزام بالمبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني وقرارات مجلس الأمن الدولي كما جاء على لسان وزير الخارجية اليمني عبدالله المخلافي في حواره مع المدينة الأحد 31 يوليو 2016م.
هل تمديد المشاورات أسبوعاً يمثل قبلة الحياة لمشاورات السلام، أم أن « الضرب في الميت حرام « كما يقولون، وأن فرصة التوصل إلى حلول سلمية في اليمن لفظت أنفاسها الأخيرة بعد تحدي الأمم المتحدة والدول « 18 « الداعمة للسلام، والكويت الدولة المضيفة، لذلك لا بد من اتخاذ موقف دولي إزاء تلك الشرذمة التي دمرت اليمن وحوَّلته إلى خراب، يرعى فيه القتل والدمار، الجوع والمرض.
تشكيل أي كيانات سياسية خلال المفاوضات يؤكد استمرار عرقلة المشاورات وانقلاباً ثانياً على الشرعية واستهزاء بالدول الراعية للسلام ومشاورات الكويت والمساس بالقيم والثوابت الوطنية العليا كما قال مسؤول يمني، ألا يستدعي كل هذا الصلف والاستهتار الحسم العسكري واستئصال المخلوع وقطع رأس الأفعى لأن المخلوع سقطت حصانته ولم يعد سوى مجرم حرب تجب ملاحقته ومحاكمته.
بعد أسبوع، هل يمكن أن يأمل الشعب اليمني في حل أزمتهم التي طحنت أمنهم واستقرارهم منذ تولي المخلوع صالح غير الصالح حكم اليمن 1978م إلى 25 فبراير 2012م بعد تدخل السعودية ودول الخليج لحقن دماء اليمنيين بعد استمرار ثورة الشباب اليمنى 2011م ضمن ثورات المطالبة باستحقاقات العصر ( ديمقراطية وتنمية وعدالة اجتماعية ) ،الشعب اليمني الذي أفقره المخلوع وأمعن في إفساد كل شيء وهدر كل المساعدات التي يتلقاها من السعودية الداعم الأكبر لليمن ومن دول الخليج يستحق إنقاذه من عبث الانقلابيين بإعانة الشعب على التخلص من العابثين. الشعوب المستنيرة هي التي تحدث التغيير، وفي نفس الوقت تحافظ على مكتسباتها وأوطانها وتدافع عنها بأرواحها، كما فعل الشعب التركي في مواجهة محاولة الانقلاب الفاشلة، وكما فعل الشعب اليمني الذي انتفض على حكم المخلوع فيما عرف بـ « ثورة الشباب اليمني « 2011م، وهو القادر على وقف كل هذه المهازل إذا اجتمعت الكلمة وأعليت مصلحة الوطن على مصلحة الحزب والطائفة والقبيلة ، لا تكفي المقاومة التي تتصدى للآلة العسكرية التي استولى عليها الحوثي والمخلوع أو تلك التي تأتيه من خلال الدعم الإيراني، بل لابد من إرادة شعبية ودعم عسكري عربي ودولي كما فعلت دول التحالف نصرة للشعب اليمني وحفاظاً على الشرعية إذا فشلت مهلة الأسبوع في إحراز تقدم في المشاورات يمكن أن يكون مقدمة لانفراج أزمة اليمنيين وعودة الشرعية.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store