Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

حديث الأربعاء

سأظل ما حييت أضرب المثل، بقصة الفتى الياباني (تاكيو أوساهيرا) وسوف لا أملُّ من تكرارها، عسى أن تكون دافعًا. إنه مثلٌ للجيل الذي صنع المعجزة اليابانية..

A A
سأظل ما حييت أضرب المثل، بقصة الفتى الياباني (تاكيو أوساهيرا) وسوف لا أملُّ من تكرارها، عسى أن تكون دافعًا. إنه مثلٌ للجيل الذي صنع المعجزة اليابانية.. إنه نموذج للشباب الذين آثروا الياقة الزرقاء ليضعوا بلادهم على رأس الدول المتقدمة. لقد استطاعت اليابان بهذه الروح، بلا بترول، بلا مصادر طبيعية، أن تكون شيئًا كبيرًا وأن تنافس أكبر القوى على وجه الأرض، وتثبت أن الدول بأمَّتها وبسلامة التعليم فيها. ومثل (أوساهيرا) في اليابان كثيرون.. لنقرأ القصة وعلى شبابنا استيعابها. يقول (أوساهيرا): ابتعثتني حكومة بلادي لأدرس أصول الميكانيكا في جامعة هامبورج بألمانيا. وهناك أخذوني إلى معمل للتدريب وبدأوا يعطونني كتبًا لنظريات الميكانيكا واستهواني المحرك، فاشتريت محركًا إيطالي الصنع، دفعت فيه كل مصروف الشهر، وحملته إلى مقري، وأخذت أقلبه لأعيد تركيبه وتشغيله، وكلي أمل أن أفلح، فلو استطعت أن أصنع مثله، لغيَّرت اتجاه تاريخ اليابان. وبدأت في تفكيكه وإعادة تركيبه، فوُفِّقتُ، وقمتُ بتشغيله ونجحت.. وحين حملت النبأ إلى المسؤول عن بعثتنا، جاءني بمحرك آخر، وقال عليك أن تفكه وتكشف مواضع العطل فيه، ففعلت واكتشفت خلال أيام، أن هناك بعض قطع هالكة، ولكي أصنع مثلها، كان عليّ أن ألتحق بمصانع صهر الحديد والنحاس والألمنيوم. واضطررت أن أرتدي البدلة الزرقاء، رغم أني من أسرة (ساموراي) ولكني كنت أخدم اليابان. وعندما عدتُ إلى بلادي قيل لي أن (الميكادو) يريد مقابلتي.. قلت لن أستحق مقابلته إلا بعد أن أصنع محركات كاملة، واستغرق ذلك مني سنوات. وحملت عشر محركات منها وذهبت إلى القصر، ودخل (الميكادو) وابتسم وهو يشاهدها تعمل، وقال هذه أعذب موسيقى سمعتُها في حياتي. وفي أعقاب اللقاء، صرح (أوساهيرا) وهكذا استطعنا صناعة المحرك وهو سر قوة الغرب!!
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store