إنهم يشوهون وجوه المدن !!

يهتم كل أمير منطقة بإبراز منطقته دوماً بشكل جمالي ومميز عن غيرها، سواء عن طريق الاهتمام بالمشاريع الحيوية أو النهضة العمرانية والسياحية بالإضافة الى مشاريع المرافق العامة. ويأتي هذا الاهتمام من حرص أمراء المناطق على تنفيذ التوجيهات السامية التي تهدف إلى تطوير تنموي شامل للمملكة للظهور بالشكل الحضاري الذي تتطلع له حكومتنا بتنفيذ المشاريع الخاصة والعامة بمقاييس عالية الجودة والإتقان. مما جعل كل أمانة تتنافس مع الأخرى بمشاريعها. ولكن ما يغيظنا كثيراً أننا نلاحظ من جهة أخرى أنّ هناك من يسيء للشكل الجمالي لهذه المشاريع الجميلة خاصة في جدة، فلا يمكن إظهار جمال المشروع واللمسات الفنية فيه بعد انتهائه بدون إزالة المخلفات وبقايا المواد المستعملة فيه وتنظيف المنطقة المحاطة به بالكامل. على الرغم من أنه يوجد إشراف على تنفيذ المشاريع، وقد اشتملت إجراءات الإشراف على تنفيذ مشاريع البلدية على أسس وقواعد متبعة لتسهيل عملية الإشراف على المقاولين من وقت تسليم المشروع إلى استلامه، فما نستعجب له أنّنا نرى تنفيذ مشروع وإنهاءه بدون الأخذ بعين الاعتبار المنظر الجمالي لإظهار قيمة المشروع مثل إعادة ترصيف الشوارع بدون تشجير. وليس هذا فحسب، بل ترك باقي المخلفات في الأماكن المخصصة للأشجار، فمن المتسبب في الخلل هنا؟
إنّ المشاريع أقيمت لأجل راحة المواطن وتحقيق النفع العام أو لتغطية احتياجات الأفراد، فلم يتم التعاقد عليها لمجرد إهدار الأموال ، بل تم الموافقة عليها بعد دراسة وافية أساسها هو النفع العائد من هذه المشاريع على المواطنين. وما يترتب من جراء هذا العمل رسم صورة سيئة عن مدينة جدة، ليس لسكانها فحسب، بل لكل من يزورها. فإهمال المنظر الجمالي سواء من نظافة وتشجير يُفقد قيمة للمشروع وما صرف عليه من مبالغ طائلة. لذلك يتوجب تشديد الرقابة على المشاريع بشكل دقيق ومحاسبة كل من هو مسؤول باستلام مشروع بدون انتهاء المقاول منه بالشكل المتفق عليه في العقد، مع تطبيق شروط جزائية على كل متهاون في ذلك.
ختاماً، نتمنى وضع آليات جديدة تلزم المقاولين بتسليم المشاريع بعد الانتهاء منها على الوجه الذي يعكس جماليّة مدينة جدة وذلك من خلال التقيّد بكافة البنود والالتزامات التي تمّ الاتفاق عليها عند استلامهم للمشروع. فمدينة جدة العريقة ذات التاريخ العريق الذي يفتخر كل من يقطنها بشوارعها وطرقاتها وأحيائها السكنية ومشاريعها الهائلة تستحق أن تظهر بمظهر لائق أمام سكانها وزوارها سواء من العرب أو الخليجيين أو الأجانب.