Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

زويل العالم المختلف

رحل العالِم العربي الكبير أحمد زويل مُخلِّفاً وراءه إرثاً علمياً خوّله نيل جائزتين عالميتين لهما مكانتهما العلمية ألا وهما جائزة نوبل وجائزة الملك فيصل، وما هذا التقدير العلمي المُجرَّد من أي تدخلات ش

A A
رحل العالِم العربي الكبير أحمد زويل مُخلِّفاً وراءه إرثاً علمياً خوّله نيل جائزتين عالميتين لهما مكانتهما العلمية ألا وهما جائزة نوبل وجائزة الملك فيصل، وما هذا التقدير العلمي المُجرَّد من أي تدخلات شخصية أو سياسية سوى شاهد إثبات على أن المُكرَّم قدَّم للبشرية منجزاً يستحق بأن يتسنم هذه المكانة بين جهابذة العلماء في كافة التخصصات، وأن يكون علامة فارقة في حقله ، وإضافة تراكمية للمعرفة الإنسانية ناهيكم عن إثبات أن الأمة العربية أمة ولاَّدة للمفكرين والمُبدعين – وإن خفت في حقبة زمنية – إلاَّ أنها قادرة على إثبات وجودها متى ما توافرت لأبنائها البيئة الجاذبة والإمكانات المُحفِزة في حقب أخرى.
لقد خلَّف الراحل بحسب الإحصائيات المتوافرة ما يقارب من (350) بحثاً علمياً في تخصصي الكيمياء والفيزياء، وأكثر من (20) كتاباً كانت نتاج فِكْره وتجربته العلمية والعملية والحياتية، إضافة إلى قيامه بالكثير من المشروعات الاجتماعية في وطنه الأم - مصر - التي لم يتنكَّر لها عندما فتحت له أمريكا أبوابها ومكَّنته من تحقيق حُلمه العلمي الذي ما كان سيتحقق لو بقي فيها ، ولكن الطموح مدعوماً بالإرادة عندما حضرت كانت هي مسوغات قرار الرحيل الجسدى، أما الانتماء فقد بقي لأرض الكنانة بينما الولاء كان للعلم والعلم فقط والدليل على ذلك أنه عندما رُشِّح للرئاسة المصرية قال : «وُلدتُ عالِماً وسأموتُ عالِماً».
المؤلم أن يرحل هذا العالِم الجَهْبَذ وتتناوله بعض السِّهام العربية المسمومة بالتشكيك في عقيدته وتنعت توجهاته بالخيانة في الوقت الذي غُمَّ على عقولهم قبل قلوبهم أن العلم لا تحكمه مُحددات عقائدية أو سياسية، ولو سلَّمنا بمبرراتهم فسنتخلى عن كل ما ننعم به من مُنجزات علمية ابتكرها علماء من كل الأديان؛ ومتناسين في ذات الوقت الأثر الذي ينص على أن «الحكمة ضالة المؤمن أنَّى وجدها فهو أحق بها» ولكن يبدو أن الإسقاط السلبي المتغلغل في الذهنية العربية المُحدد بالتبعية العمياء هو المُحرِّك لهذا التفاعل مع رحيل زُويل الذي رُشح لعضوية مجلس مسشاري الرئيس الأمريكي للعلوم والتكنولوجيا تقديراً لمكانته العلمية المرموقة، ولكم - قرائي الكرام - قياس مستوى وعي المُكرِّمِين والمُنْتَقدين.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store