Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

كم صرفت دول الخليج على اليمن؟

هذا السؤال يراودني طرحه منذ زمن ولعل الوقت مناسب لتذكير أهل اليمن شمالاً وجنوباً قبل الوحدة وبعدها بأن دول الخليج وعلى رأسها المملكة العربية السعودية لم تقصِّر في مد يد العون لجارتها وإن كان هناك قصور

A A
هذا السؤال يراودني طرحه منذ زمن ولعل الوقت مناسب لتذكير أهل اليمن شمالاً وجنوباً قبل الوحدة وبعدها بأن دول الخليج وعلى رأسها المملكة العربية السعودية لم تقصِّر في مد يد العون لجارتها وإن كان هناك قصورٌ فقد أتى من الأنظمة السياسية التي تعاقبت على اليمن منذ الثورة على الإمام واستبداله بحكم قبلي عسكري فردي .وفي غياب أرقام موثقة تثبت بدقة كم من مليارات الدولارات ذهبت إلى ذلك البلد المنكوب ليس لدينا إلا أن نتحدث بصفة عامة حتى نوصل رسالة ربما غابت على الكثيرين في داخل اليمن وخارجه.ومحنة اليمن مثل غيرها من الدول التي تتعدد المرجعيات فيها في مناخ تخلف وجهل وشح موارد وتسلط فردي. في عهد الإمام كان النظام بسيئاته وحسناته محكم القبضة على مجريات الأمور وعندما حصل الانفجار فرح الكثيرون بأن هناك عهداً جديداً ينتظر اليمن السعيد .. ليسعد أكثر .. ويصبح مثالاً يحتذى به في جنوب الجزيرة العربية ولكن القبلية أفسدت المشهد. استنجدت قوى الثورة بمصر رائدة النهضة العربية في عهد الرئيس جمال عبد الناصر بعد ثورة 23 يوليو1952م وكانت النتيجة مأساوية لمصر واليمن في معاً. قبِل الشعب اليمني ومؤيدوه من الخارج الثورة وأصبح اليمن بشطريه الشمالي والجنوبي في صراع مستمر مع الحياة. الشمال يسعى للوحدة والجنوب - بعد انتهاء الاستعمار البريطاني - ظل متحفظا لأنهم أدرى ببعضهم وفي نهاية المطاف قامت الوحدة وفرح الجميع بأن توحيد الجهود بغض النظر عن الاغتيالات الفردية واختلاف وجهات النظر وبتوافق قبلي سيكون أفضل وأن الديمقراطية ستزدهر وتصبح نموذجاً فريداً في شبه جزيرة العرب. القبلية كان لها رأي آخر لأنها تريد تفصيل المقاس على قدر طموحاتها تختار من تشاء وتزيح من تشاء بقوة السلاح ،كل ذلك يتم على جلسة قات.علي صالح وحزبه القبلي تمسكوا بالسلطة واستمروا حتى طفح الكيل وبدأت موجة الربيع العربي تجتاح عواصفها اليمن لأن تربتها كانت مهيأة للتغيير.دول مجلس التعاون استجابت وعملت من خلال الأمانة العامة للمجلس كل ما تستطيع لإنقاذ اليمن من مطب ليبيا وغيرها من الدول التي أسقطت الحاكم ومزقت صورة التعايش السلمي وأصبح السلاح هو الحكم.الأرضية كانت ولا تزال خصبة للقاعدة وداعش فيما بعد وأخيراً الحوثيين الذين كانت ايران تجهزهم في الخفاء وعلى غفلة من كل الاستخبارات العالمية والإقليمية. وإيران كان ولازال لديها مشروع اقليمي كبير استخدمت كل الوسائل لتحقيقه. حزب الله في لبنان .. والعلويون في سوريا.. والطائفية في العراق .. والشيعة في دول الجوار الأخرى ولم يبقَ إلا توظيف الزيدية المتطرفة في اليمن حتى تكتمل الصورة.انقض الحوثيون بدعم ايراني على الشرعية التي تم تثبيتها بتوافق يمني بعد إزاحة علي صالح ،وقاموا باختطاف السلطة. استنجد اليمن لاستعادة الشرعية وقامت عاصفة الحزم بمحاولة الإنقاذ وستنجح بإذن الله تعالى.
خلاصة القول إن هناك عشرات المليارات صرفت على اليمن منذ قيام الثورة لكن الشعب لم يستفد منها بالقدر المقصود لأن المشهد السياسي كان فاسداً والدمار الذي تسبب فيه الحوثيون وعلي صالح على إثر الاعتداء على الشرعية سيتحمل أعباءه دول الخليج ومانحون آخرون عندما يتوفر ذلك. كان الله في العون على تحمل نتائج أخطاء الآخرين.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store