Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

بالإكراه !!

• الخصوصية والأمن هما أكبر المفقودين في المجتمعات التي تشكل (القوة) والعنف إحدى سماتها الرئيسية ! .

A A
• الخصوصية والأمن هما أكبر المفقودين في المجتمعات التي تشكل (القوة) والعنف إحدى سماتها الرئيسية ! . العربي بطبعه لا يعشق القوة فحسب، بل تفنن عبر التاريخ في إيجاد المبررات والحجج و(المصطلحات) التي تضمن له التدخل المباشر في أدق خصوصيات الناس وتغيير ما لايعجبه منها بالقوة .. وكأن كل الأنظمة والأعراف والأخلاق بل وحتى الأديان لا تكفي - في نظره- لضبط الناس في الأماكن العامة ، لذا يتدخل (متطوّعاً) أو (محتسباً ) لتقويم أخلاقيات الناس ، وحمايتهم من أنفسهم (رغماً عنهم ) باعتبارهم قطعاناً غير راشدة ! .
• أي محاولة إجبار على التغيير ( بغض النظر عن مسماها ) تحدث في ظل وجود دولة ، هي خروج على نظام الدولة، ( الضامن لأمن وكرامة وسلم المجتمعات ) . المشكلة هنا ليست في اعتناقك ما تشاء من عقائد و أفكار ، المشكلة الحقيقية في محاولتك إكراه الآخرين على اعتناق معتقدك ! . ‏‎هذا هو الإرهاب .. وما (داعش وأخواتها ) من منظمات الدم الخارجة على القانون الا مثال لهذا الفكر الأحادي المتطرف القائم على مهاجمة المختلف وإجباره على الرضوخ لما يعتقدون أنه الحق !
• القرآن الكريم حمّال أوجه ، ولا ضرر من كثرة تأويلاته ، الضرر الحقيقي في حمل الناس على تأويل واحد . تفاسير السلف لم تكن خطأً أو صواباً مطلقاً ‫.‫ فالمتغيرات في فهم النصوص -كما قال بعض العلماء - مقبولةً كلها عند الله وإن تناقضت ‫، ذلك لأن النص ثابت مطلق والفهم متغير نسبي.‫
• لا معنى للاحتساب في ظل وجود دولة مسلمة وقانون .. اتفق مع من يقول أن ( الإنكار) مسئولية كل مسلم لكن الإنكار يجب أن يأخذ شكلاً حضارياً عبر المؤسسات المسئولة.. فلن يزداد أجرك إن اتخذت أسلوباً فظاً همجياً ، ولن يقل إن اتبعت طريقاً مهذباً ومتحضراً .. ولو قام كل فرد بتغيير ما يعتقد من وجهة نظره أنه منكر بيده، لانتفى مفهوم الدولة ، وسادت شريعة البقاء للأقوى الحيوانية !
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store