Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

سوق عكاظ ليست شعرًا وتراثًا فقط

كل من تابع فعاليات سوق عكاظ خلال السنوات التسع الماضية وشهد دورتها العاشرة لهذا العام 1437هـ أدرك بمالا يدع مجالاً للشك أن هذه السوق سوق ثقافية وإبداعية وعلمية مفتوحة بكل ما تعنيه الكلمة، وليست مهرجان

A A
كل من تابع فعاليات سوق عكاظ خلال السنوات التسع الماضية وشهد دورتها العاشرة لهذا العام 1437هـ أدرك بمالا يدع مجالاً للشك أن هذه السوق سوق ثقافية وإبداعية وعلمية مفتوحة بكل ما تعنيه الكلمة، وليست مهرجانًا تراثيًا كما يظن البعض، يتغنى بأمجاد الماضي ولا يتجاوزه إلى الحاضر والمستقبل، وقد أكد صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل مستشار خادم الحرمين الشريفين، أمير منطقة مكة المكرمة، رئيس اللجنة الاشرافية لسوق عكاظ، في أكثر من لقاء أن هذه السوق ليست مهرجانًا تراثيًا، وتختلف في ذلك عن المهرجان الوطني للتراث والثقافة.
وقد أكد سموه مرات عدة أن هذه السوق لم تكن يومًا تغنيًا بأمجاد الماضي فحسب وإنما يسعى القائمون عليها إلى الافادة من الماضي في الحاضر المعاش والمستقبل المنظور، واستشهد سموه على ذلك بما كان يفعله العرب أنفسهم في العصر الجاهلي وفي الإسلام من الانشغال بحاضرهم وشؤونهم واهتماماتهم أدبًا وفكرًا وشعرًا وخطابة، اضافة الى الشأن الاقتصادي بيعًا وشراءً فهي «سوق» أولا وآخرًا، ولم يتغن العرب وقتها بما سلف ومضى، وعليه، لمَ نحصر اهتمامنا في الماضي في سوق عكاظ الجديدة.. ومما قاله سموه في هذا الخصوص سابقا في مجلة (مكة) الدورية التي تصدرها الإمارة: (نعمل لجعل سوق عكاظ صورة مشرقة للنهضة الحضارية التي تعيشها المملكة في المجالات الاجتماعية والعلمية والاقتصادية، وهي نهضة تخطو خطوات ثابتة لنقل مجتمعنا السعودي إنسانًا ومكانًا إلى «العالم الأول» بالتمسك بالثوابت الدينية من جهة والانفتاح على العلوم والمعارف الجديدة).. وتلك إلماحة واضحة وصريحة من سموه الى أن هذه السوق تمثل نهوضًا بالحاضر وتخطيطًا واعيًا للمستقبل مع الحفاظ الكامل على ثوابتنا الإسلامية دون أي مساس بها على الاطلاق.
وكما أسلفت في هذه المقالة أن من استعرض فعاليات السوق لهذا العام يلمس هذا التوجه، ويدرك أن هذه الفعاليات لا تخرج من عباءة الشعر وحده، وإن استأثر الشعر بكثير من فعالياتها الابداعية والعلمية، فقد ضمت الفعاليات لقاءً مفتوحًا لصاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل ومعالي وزير الثقافة والإعلام الدكتور عادل الطريفي مع الشباب، وفي مجالات الابداع المعرفي يشهد هذا العام عدة ندوات وفعاليات منها: ملتقى الريادة المعرفية الذي يضم استراتيجيات خدمة الريادة المعرفية، والخدمات المعرفية لريادة الأعمال، والشراكات المعرفية، ومستقبل ريادة الأعمال، في إطار ما وعد به سمو الأمير خالد العام الماضي، وكل ذلك اضافة الى ندوتين شعريتين فقط عن عروة بن الورد ممثلا للشعر القديم والشاعر عبدالله بن خميس ممثلا للشعر المعاصر اضافة الى مساجلات وأمسيات شعرية ومعلوم أن جوائز السوق لا تقتصر على الشعر فقط الذي تُمنح فيه جائزة شاعر عكاظ وشاعر شباب عكاظ، فالجوائز تشمل «لوحة وقصيدة» التي تقوم على حسن اختيار قصيدة ولوحة متناغمة معها، كما تشمل جائزة الخط العربي والتصوير الضوئي، والجوائز الثلاث الأخيرة إذا أضيفت لها ما تعلن عنه عكاظ دائمًا من الجوائز الجديدة تدل على عدم انضواء الجوائز واهتمامات السوق تحت عباءة الشعر فقط رغم أهميته الكبيرة.
بقي أن نقول إن سمو الأمير الشاعر أكد مرارًا على أن هذه السوق سوق عربية وليست سعودية فقط، وسبق أن اقترحت أن توضع خطة استراتيجية متكاملة للسوق لخمس سنوات أو عشر سنوات تأتي تحدد رؤيتها ورسالتها وأهدافها كي لا تلتبس بعد ذلك بالمهرجانات التراثية وقد تكون هذه الخطة وُضعت فعلاً.. خصوصًا وأن سمو الأمير خالد يسعى لأن تصبح السوق مؤسسة بذاتها وهي الآن قائمة على الجهود التطوعية.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store