دروس من الأولمبياد

وأنا أتابع حفل أولمبياد ريو البرازيل 2016 الذي كان رائعاً ومبهجاً ومتقن الإعداد والتنفيذ والإخراج والذي احتل المرتبة الأولى إبداعاً بين كل المهرجانات السابقة هذا الحفل الذي لم يكن مجرد حفل يتضمن حركات رياضية أو استعراضاً فنياً وثقافياً وتراثياً أو ابداعاً فنياً بل تضمن الكثير من الدروس المستفادة لمن يعتبر من الدول الأخرى ولعلي هنا أنقل البعض من تلك الدروس التي يستوجب أن تؤخذ في الاعتبار ولا يمكن إغفالها ،فعلى سبيل المثال لا الحصر:
-أبرز العرض الذي تناوله المهرجان تاريخ المكون البشري لدولة البرازيل وبيَّن أنه مجتمع يتكون من خليط من الأجناس البشرية من مختلف القارات استطاعوا جميعاً وفي تكامل تنموي واجتماعي واداري رائع أن يبنوا حضارة دولتهم البرازيل بعيداً عن التعصب الطائفي والديني ، وأن يقفزوا بها حضارياً قفزات متباعدة حتى تحولت من دولة فقيرة اقتصادياً وحضارياً الى دولة منتجة في مختلف المناحي الحياتية تعد ضمن الدول المتقدمة
- ومن خلال العرض أيضاً كانت الرسالة الأخرى التي لايمكن إغفالها وهي أن المال فقط لا يمثل العنصر الاستثماري الرئيس في تقدم الأمم بل ان الاستثمار في البشر يعد الأهم بل هو أحد أسرار تقدم الأمم فالبرازيل ليست ضمن الدول الغنية ومع ذلك هي متقدمة حضارياً في مختلف المجالات وهناك أيضاً دول متقدمة تعد كذلك.
-وما بينه الاستعراض وكان يحمل رسالة عالمية هو أن الحضارة التي تتسم بها الدول وتحفر تاريخها عبر الأزمان هي الحضارة التي تبنى من خلال أبنائها ، تبني بأيديهم كلبنات حضارية متراكمة في أجساد أوطانهم فالبرازيل تعتمد بصورة لافتة على المنتجات الوطنية كوادر ومواد ومنتجاً .
- أما أهم الرسالات التي أرسلها ذلك العرض المثير فهي أن ( التعليم ) هو من يبني الانسان فكراً وسلوكاً وانتماء وهذا اتضح بجلاء في تلك التظاهرة الحضارية الشاملة .
-أما أهم الدروس وأبرزها فهو ذلك النجاح الباهر لمختلف مناشطه الفنية والثقافية والفنية والذي احتل بموجبه المرتبة الأولى عالميا من حيث حجم الإبهار والإبداع في مقابل ميزانية تعد الأقل عالمياً في الصرف قياساً على تلك المهرجانات المماثلة التي نفذت في أعوام سابقة وهذا ما يؤكد أن الفساد عندما يستشري فإنه ينخر جسد التنمية ويحد من تناميها .
ولعلي من خلال متابعتي لذلك المهرجان أستطيع القول إن تلك الدروس التي يلقنها كل يوم لنا العالم المتقدم من حولنا لابد وأن تؤخذ في الاعتبار وخاصة أننا مقبلون على مرحلة التحول الوطني ضمن الخطة الوطنية 2030 التي نتأمل من نواتجها الكثير والكثير، فما أحوجنا للإفادة من تلك الدروس . والله تعالى من وراء القصد