Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

تسمية الشوارع ... الهويِّة المفقودة

هل الأسماء التي تُطلق على الشوارع - فقط - علامة يُستدل بها على الشخص أو المكان، وتمنحه شخصيته الاعتبارية التي بناءً على ما قدَّم من خلالها أُعطي هذا التخليد، ويستطيع الإنسان العادي أن يهتدي بها إلى وج

A A
هل الأسماء التي تُطلق على الشوارع - فقط - علامة يُستدل بها على الشخص أو المكان، وتمنحه شخصيته الاعتبارية التي بناءً على ما قدَّم من خلالها أُعطي هذا التخليد، ويستطيع الإنسان العادي أن يهتدي بها إلى وجهته جرَّاء اتباعه لهذه المُسميِّات؟ أم أن الأصل فيها أن تكون مساقاً لزيادة ثقافة المُجتمع، وتعريف الأجيال المتتابعة بالمُبرزين من أبناء الوطن كلٌ في مجاله الذي تفوَّق فيه؟ مع الأخذ في الاعتبار عدم الانكفاء على الذات وتهميش التاريخ العربي والإسلامي من إبراز قادته وعلمائه، ولا يمنع من التعريض بمن خدم البشرية واستفاد العالم من مخترعاته؛ أسئلة تتقافز في ذهني كلما أخذت نظرة مسحيِّة لتسمية الشوارع في مُدننا السعودية؛ إذ تجد أنك في متاهة أسماء تبتعد عن واقعك بُعدك عن معرفة كُنهها الذي تعنيه ناهيك عن السبب الذي جعل المعنيين بالتسمية يطلقونها عليها، وذلك بسبب جهل المواطن لأكثرية مُسمياتها، فلا يعرف لماذا كُتب هذا الشارع بهذا الاسم؟ بل مَنْ هو في الأصل؟
إذاً نحن في حاجة لقيام اللجان المُشكَّلة في أمانات المدن وبلدياتها لإعادة النظر في الآليِّة المعتمدة لديها - إن كانت موجودة - في تسمية الشوارع؛ فالمرحلة الأولى تبدأ بدراسة مسحية لواقع الأسماء وتمحيص ماهيتها، فقد تداولت وسائل التواصل الاجتماعي خلال الأسبوع الماضي مُسميات حولها لغطٌ كبير بحسب توجهاتها، كما وأن بعض الأسماء ذات تاريخ باهت لا يرقى لتخليده مما يوحي أن سد الفراغ - فقط - بهذا الاسم هو المعيار الذي بناءً عليه تم ذلك، إضافة إلى ذلك التعريف بالشخصية التي يحمل الشارع اسمها، فقد شاهدت ذلك في إحدى العواصم العربية إذ تُعطي نبذة مُختصرة في عددٍ من الكلمات أسفل الاسم بحيث تُشكِّل اللوحة وسيلة تثقيفية للمجتمع ولا يقتصر دورها على الدلالة فقط، بينما تبدأ المرحلة الثانية بحصر المُبرزين من أبناء الوطن في كافة المجالات وأسماء شهداء الوطن من رجال قواتنا المسلحة الباسلة ورجال أمننا الساهرين على راحتنا لتتطرز شوارعنا بأسمائهم وتُكتب بدمائهم الزكية ذكراهم العَطِرة كأقل ما يُقدَّم لهم مقابل تضحيتهم بأرواحهم من أجل وطنهم.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store