Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

القصف الروسي من الأجواء الإيرانية خطوة نحو الحرب العالمية..

حملت الضربة الصاروخية الروسية على مدينتي حلب و إدلب السوريتين بصواريخ جو-أرض انطلقت من قاعدة جوية ايرانية يوم الثلاثاء الماضي بواسطة أسطول من القاذفات الإستراتيجية الروسية من طراز تي يوـ22 إم 3 بزعم

A A
حملت الضربة الصاروخية الروسية على مدينتي حلب و إدلب السوريتين بصواريخ جو-أرض انطلقت من قاعدة جوية ايرانية يوم الثلاثاء الماضي بواسطة أسطول من القاذفات الإستراتيجية الروسية من طراز تي يوـ22 إم 3 بزعم استهداف تنظيم داعش في سوريا في الحين الذي تؤكد قيادات المقاومة «المعتدلة « بأنها كانت إلى جانب المدنيين العزّل هي المستهدفة بشكل رئيسي.
الجديد في هذا الإجرام الروسي-الإيراني المتطور تقنياً هو توسيع دائرة الدول المشتركة رسمياً في الحرب، فناهيك عن إطلاق الصواريخ من أجواء إيران فقد انتهكت تلك الصواريخ أثناء عبورها سيادة عدد من دول المنطقة حاملة معها العديد من الرسائل الضمنية إقليمياً و عالمياً. الولايات المتحدة الأمريكية في تصريح ترميمي لحفظ ما بقي من ماء الوجه صرحت بأن روسيا ، التي من المفترض أنهما في تنسيق لوضع الحل السياسي للمعضلة السورية ، أصبحت بذلك أول قوة عسكرية أجنبية منذ الحرب العالمية الثانية تقوم باستخدام الأجواء الإيرانية في شن أعمال حربية على دولة ثالثة وأن روسيا بذلك قد تكون انتهكت قوانين الحرب العالمية . وطبقا لتصريح السيد «تونر» نائب المتحدث الرسمي لوزير الداخلية الأمريكي ( إن النشاط الروسي قد يكون مناقضاً لنظام مجلس الأمن القائل : يُمنع منعاً باتاً بيع أو تزويد أو نقل الطائرات المقاتلة لإيران ما لم تتم الموافقة المسبقة لمجلس الأمن) .
من الناحية التكتيكية العسكرية ، والإستراتيجية السياسية فإن العملية الروسية-الإيرانية المشتركة سالفة الذكر و غير المسبوقة تاريخياً بين البلدين : اختزلت على القاذفات الروسية قرابة 2000 كم في الاتجاه الواحد مقارنة بإطلاقها من روسيا إلى سوريا ، هذا ناهيك عن أن القاعدة الجوية التي بنتها روسيا بسوريا مؤخراً كانت أصغر من أن تستوعب القاذفات الإستراتيجية الكبيرة مثل تي يوـ22 إم 3 ، لذلك تعتبر العملية بمثابة خطوة تمهيدية لدعم السوق ( اللوجستي ) لروسيا بقدر أكبر و أنواعٍ أكثر تطوراً من الأسلحة النوعية إلى سوريا و المنطقة عموماً من قاعدتها الجديدة بإيران مما سيعطي روسيا المرونة والحركية العسكرية النسبية بالسرعة التي تؤهلها لتوسيع حلفها العسكري بقيادة روسيا بالمنطقة بشكل أكبر وأقوى وأشمل من حلفها الحالي مع إيران والنظام السوري ، ولإكساب روسيا مزيداً من الثقل السياسي في المنطقة، كما ويمكن أن يكون أيضاً إعداداً لتحويل المنطقة إلى ساحة نزال كبرى بين الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها من جهة وروسيا وحلفائها من جهة أخرى ، ونحن العرب والمسلمين منشغلون بالصراعات البيتية وسندفع أفدح الأثمان إلا أن يشاء الله أمراً.
كل من الولايات المتحدة وروسيا يدعي التنسيق مع الطرف الآخر في ضرباته الجوية الكبيرة على المدنيين والمقاومة السورية ، لكن الأمريكيين أخذوا في التذمر من ما يفرضه الوضع المستجد من الحاجة إلى دعم جوي أكبر بسبب الثبات الأسطوري للمقاومة السورية بحلب و أدلب وذلك تماماً نقيض ما يريده التدخل الأمريكي في سوريا.
كما أن قيام روسيا بالعدوان الجوي المكثف من القواعد الجوية الإيرانية على المدنيين السوريين والمقاومة السورية يقلص على روسيا التكاليف المالية في حربها الظالمة على الشعب العربي المسلم بسوريا ، وهو كذلك تسارع في الخطى نحو الهاوية للبشرية في عصرها الحديث الحرب العالمية الثالثة.
حفظ الله المسلمين في كل أوطانهم وشعوبهم وبقية البشرية من اللاعبين بالنار من قيادات الدول العظمى الذين أسكرتهم نشوة الطاقات العسكرية والمادية لبلادهم ، والذين لم يقدروا الله حق قدره.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store