Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

الحوار مع اليمن ..الى أين؟

هناك حواران مع اليمن منذ فترة طويلة.. حوار القوة التي لا تستخدم الا في وقت الضرورة وبقدر محدود.

A A
هناك حواران مع اليمن منذ فترة طويلة.. حوار القوة التي لا تستخدم الا في وقت الضرورة وبقدر محدود. والحوار الدائم حوار الدبلوماسية المبني على حسن الجوار وتبادل المصالح وهذا هو الطريق المتبع بين كل دول العالم. والمملكة العربية السعودية تعطي أولوية قصوى للدبلوماسية الناعمة وخاصة مع الدول العربية والإسلامية بحكم مسؤوليتها عن الحرمين الشريفين اللذين يفد إليهما ملايين المسلمين من انحاء العالم لأداء فريضة الحج والعمرة على الأقل مرة واحدة في العمر. والروابط بين اليمن والسعودية عميقة وإن طرأ عليها بعض الخلافات من وقت لآخر فان ذلك يعود لأسباب عَرَضية يحركها أفراد لهم مطامع شخصية يسعون لتحقيقها من خلال خلق أزمات بين البلدين غير آبهين بما يترتب على ذلك من أضرار على الشعب اليمني على وجه الخصوص. المخلوع علي صالح من النماذج السيئة التي تسلطت على اليمن لمدة ثلاثة عقود وبعد خلعه من السلطة استمر في منهجه التخريبي لكي يعود الى السلطة. الحوثيون في الطرف الآخر وظفتهم إيران لخلق جبهة حزب الله آخر في اليمن لتحقيق أطماعها في الهيمنة على المنطقة. تحالف الحوثيون والمخلوع علي صالح ضد اليمن وانقضوا على السلطة الشرعية وباقي التفاصيل لم تعد تخفى على أحد. والواقع إن الحوار الذي تسعى اليه السعودية مع اليمن موجه لمصلحة اليمن في المقام الأول. فعاصفة الحزم بدأت بطلب من السلطة الشرعية لحماية اليمن من العبث الإيراني وهذا بطبيعة الحال مكلف لكل الأطراف. والمشكل الكبير الذي يعاني منه اليمن هو تشتت القرار وتحكم القبلية لتحقيق مصالحها الضيقة وأهم نجاحاتها تكمن في التخريب اذا لم تأتِ الحلول على ما تشتهيه لأنها تنظيم غير رسمي تحكمه الأهواء الفردية بعيداً عن المنهج المؤسساتي المنضبط الذي يخطط على المدى البعيد. ودول مجلس التعاون سايرت ذلك المنهج كثيراً وقدمت الدعم والمعونات على أمل أن يفرز المجتمع اليمني بديلاً مواكباً يراعي مصلحة ثلاثين مليون يمني في المقام الأول ويعمل على تنمية البلد واستخدام ثرواتها الطبيعية بشكل مجدٍ بعيداً عن التسلط الفردي والقبلية والنظرات الضيقة. فشلُ الحوار الذي أجري في الكويت خلال هدنة برعاية الأمم المتحدة يثبت أن هناك عقلاً عدوانياً يدير الحوار من وراء الستار لايريد حلاً سلمياً ولا يريد الالتزام بالشرعية ولا يعترف بقرارات الأمم المتحدة وكل ما يريده هو انتصاره لوحده حتى ولو دمر كل اليمن وأفسد علاقاته مع دول الجوار الى أقصى حد. إن فشل الحوار أيا كان نوعه مع اليمن يضع اليمن عرضة لتمكين داعش والقاعدة من التوسع في أنشطة التدريب واستقطاب عناصرها الارهابية ويحوِّل اليمن الى دولة فاشلة يسكنها ثلاثون مليوناً من البشر يعانون من الفقر ونقص المواد الضرورية لمقومات الحياة. والمطلوب من دول إقليمية مهمة مثل مصر وتركيا والسودان قراءة الوضع في اليمن قراءة جدية وعدم السماح لإيران لتحقيق أطماعها الاقليمية لأن عبثها لن يستثني أحداً. الاعتداءات المتكررة على الأراضي السعودية يجب وضع حد لها لأن استمرارها غير مقبول والشعب وراء الدولة في أي قرار تتخذه لإيقاف ذلك النزيف.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store