Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

كيف يفكر عسكر أميركا ؟

انهارت توقعات أوباما ، الرئيس الأميركي ، حتى قبل أن تنتهي رئاسته ، وذلك فيما يتعلق بتدخل روسيا في سوريا ودورها المستقبلي في المنطقة ..

A A
انهارت توقعات أوباما ، الرئيس الأميركي ، حتى قبل أن تنتهي رئاسته ، وذلك فيما يتعلق بتدخل روسيا في سوريا ودورها المستقبلي في المنطقة .. فهو قال إن روسيا ستغرق في الوحل بسوريا نتيجة لتدخلها العسكري فيها ، فإذا بموسكو توسع عملياتها وتمدد نفوذها وتواجدها من دمشق الى طهران وبغداد وأنقرة ، وتستعرض عضلاتها على أوربا في محيطها وترسل عشرات الآلاف من جنودها الى حدود أوكرانيا فيما يعتقد أنه تمهيد لغزو محتمل لبعض أوكرانيا ، أو لإرغام الأوروبيين على تعديل اتفاقية مينسك للسلام ، التي وضعت أسس وقف الحرب الأهلية والتدخل الروسي هناك ، بشكل ترى موسكو أنه قيَّد حركتها. وترغب الآن بعد تجربتها الناجحة في مواجهة أميركا بالشرق الأوسط الى أن تستغل فرصة بقاء إدارة أوباما المتخاذلة في الحكم بواشنطن حتى يناير ليحصل الدب الروسي على مايراه حقاً له .
بالنسبة لنا في منطقة الشرق الأوسط نحن متفرجون وضحايا محتملون ، والأهم من ذلك لنا مصالحنا التي من المفترض أن ندافع عنها .. ومن المؤسف أن يخلط البعض في منطقتنا بين العواطف والمصالح ، ويغلب العواطف على المصالح ، ويناصر هذه القوة الإقليمية أو تلك بناءً على شعاراتها .. ولا أتحدث هنا عن القياديين وإنما عن الأفراد العاديين الذين يحتاج السياسي الى دعمهم في توجهاته .
وفي هذا نراقب مواقف كل من أميركا وروسيا والصين لنحدد أين يمكن لمصالحنا أن تكون .. وقرأت مؤخراً لقاء مع مارتين ديمبسي الرئيس السابق لهيئة الأركان الأميركية ، في مجلة ( فورين أفيرز ) انتقد فيه سياسة أوباما بالشرق الأوسط قائلاً ما معناه» سعينا الى إيصال الرسالة الخطأ للشرق الأوسط حيث ركزنا على ما الذي لن نعمله لا ما الذي سنعمله « . وقال إن هذه أخطر فترة تمر بالعالم خلال واحد وأربعين سنة من خبرته العسكرية ، وأن روسيا والصين تتحديان مصالح أميركا في أوربا والمحيط الباسفيكي . وأنه لا توجد خطط طويلة الأمد في السياسة الأميركية هذه الأيام بل أصبحت هناك نظرة لكل أمر سنة بعد أخرى . وبينما تبحث روسيا عن دول لتقع تحت هيمنتها لدعم اقتصادها وأمنها ، فإن الصين لا تبحث عن حلفاء وإنما تسعى لكسب شركاء تجاريين لضمان موارد تساعدها على دعم اقتصادها . ويرى ديمبسي أن مستقبل أمن أميركا يعتمد الى حد كبير على تركيبة التحالفات والتي تعود الى الحرب العالمية الثانية وما تلاها . وذكر أنه « قد تتطلب الظروف مستقبلاً حشداً عسكرياً كبيراً لحماية مصالحنا القومية الأمنية . وكمثال إذا قررت إيران تطوير أسلحة نووية والقدرة الصاروخية على حملها وتوصيلها وهددت بذلك فإن هذا من وجهة نظري يتطلب حشد ما يمكنك حشده من القوة لمنع حدوثه إطلاقاً « .
هذه وجهة نظر تكشف عما يدور في رأس رجل عمل مع أوباما ولكنه لم يقر كل برامجه ، ويلقي الضوء على ما يمكن أن يكون سياسة أميركية قادمة بعد رحيل أوباما وفريقه . وبالمقابل نحن بحاجة الى فريق عمل سياسي وعسكري لديه الخبرة الكافية لمواجهة المخاطر التي تتعرض لها المنطقة ، فالعرب ، وخاصة الخليجيين منهم ،أمام امتحان عسير ولابد من فريق لمواجهته يتولى الدراسة والتخطيط والتنفيذ ، كل في مجال تخصصه وخبرته ، للخروج من عنق الزجاجة الذي تعيشه المنطقة.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store