Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

كنا.. ومن ثم أصبحنا!

قوى استعمارية عدة تتآمر لإسقاطنا، ولا يمكن لنا ونحن نرى ما يجري من حولنا أن نستثني قوة ننخدع بأنها تقف في صفنا، حتى الذين يصفقون لنا ويشجعوننا، هم في الحقيقة أعداء، يتوقون إلى رؤيتنا منكسرين ومتشرذمين

A A
قوى استعمارية عدة تتآمر لإسقاطنا، ولا يمكن لنا ونحن نرى ما يجري من حولنا أن نستثني قوة ننخدع بأنها تقف في صفنا، حتى الذين يصفقون لنا ويشجعوننا، هم في الحقيقة أعداء، يتوقون إلى رؤيتنا منكسرين ومتشرذمين كما هو الحال الذي نحن عليه الآن، مواقفنا كعرب ومسلمين على مستوى كل القضايا التي نعيشها أو نمر بها متباين بعضها، وضبابي بعضها الآخر، الى درجة انعدام الرؤية، ولن تقوم لنا قائمة مالم نتوحد ونتضامن ونشكل قوة تعيد للأمة الإسلامية قوتها وشوكتها، كالتي كانت عليها يوم أن اكتسحت آسيا وأوروبا تدعو للإسلام، وترفع على ساريات عواصمها راية التوحيد.
عندما امتدت الفتوحات الإسلامية لتشمل أجزاءً كبيرة من أوروبا، شعر الأوروبيون بالخطر، وأجمعوا على طرد المسلمين من قارتهم، فاستجابوا لدعوة البابا «يوفيناس التاسع» للتحالف والاستنفار في مواجهة المسلمين، وشكلوا قوة من فرنسا وألمانيا وانجلترا وبلجيكا وروسيا وبولندا وسويسرا، فحشدوا جيوشهم لطرد المسلمين، لكن القائد الإسلامي «بايزيد الأول بن مراد» ألحق بكل تلك الجيوش الهزيمة، وساق نبلاءهم أسرى في معركة «نيكوبوليس» سنة ١٣٩٦م، وامتدت دولة المسلمين من الفرات شرقًا إلى الدانوب غربًا، وأضاف ذلك إلى سجل الانتصارات التي تحققت من غربي الصين وحتى جنوب فرنسا.
هذه القوة وتلك السيطرة التي كنا عليها كانت لتستمر إلى ما شاء الله، لولا التمزق والانقسام الذي شهدته أمتنا عقب حكم دام حوالى ٨٠٠ سنة، والإنكفاء الذي كنا عليه، وعدم تطويرنا الأسلحة، ذلك الإنكفاء منح الأعداء فرصة الانقضاض على تلك الدولة بعد أن طوروا أسلحتهم ودربوا جيوشهم، وكان لهم ما سعوا من أجله، القضاء على الدولة الإسلامية في أوروبا وفي جنوب شرق آسيا، واليوم أسفرت لعبة الكراسي عن تزعم بعض الدول -التي كانت تحت حكمنا كمسلمين- للعالم بعد أن أصبحت تملك السلاح الذري والسلاح النوعي، وتُجبر الأمم المتحدة على اتخاذ القرارات التي تتفق مع مصالحها، علمًا بأننا سبقناهم حضارة وقوة، فالولايات المتحدة الأمريكية وهي القوة العظمى في العالم كانت مستعمرة بريطانية حتى عام ١٧١٦م وما كان لها أن تكون كذلك لولا أن اتحدت ٥٠ ولاية مع بعضها البعض لتشكل هذه القوة، وكذلك القطب الآخر الأقوى في العالم الاتحاد السوفييتي، لم يظهر كقوة عظمى إلا بعد عام ١٩١٧، بعدما انضمت إلى جمهورية روسيا السوفيتية كل من جمهورية ما وراء القوقاز السوفيتية، وجمهورية أوكرانيا السوفيتية، وجمهورية بيلاروسيا السوفيتية لتشكل هذه القوة التي نلمسها اليوم، مما أتاح لهما - أعني أمريكا وروسيا - التدخل في شؤون دول العالم الثالث، بصفته قاصرًا لا يقوى على الدفاع عن نفسه.، وسنظل كذلك حتى نومن بأن التضامن هو الطريق الذي يوصلنا إلى تحدي القوتين العظميين.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store