Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

«فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج»

توافدت ضيوف الرحمن على الأراضي المقدسة من كل فج عميق استجابة لدعوة أبيهم إبراهيم عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة والسلام ليشهدوا منافع لهم ويذكروا اسم الله في أيام معلومات، ولقوله تعالى «الحج أشهر معلومات

A A
توافدت ضيوف الرحمن على الأراضي المقدسة من كل فج عميق استجابة لدعوة أبيهم إبراهيم عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة والسلام ليشهدوا منافع لهم ويذكروا اسم الله في أيام معلومات، ولقوله تعالى «الحج أشهر معلومات فمن فرض فيهن الحج فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج» (البقرة 197)، وقوله عز وجل «إن الذين كفروا ويصدون عن سبيل الله والمسجد الحرام الذي جعلناه للناس سواء العاكف فيه والباد ومن يرد فيه بإلحاد بظلم نذقه من عذاب أليم» (الحج 25).
جميع آي الذكر الحكيم تدلل على عظمة البيت العتيق وقدسية المكان، وتعظيم المشاعر المقدسة، وعدم العبث أو التجاوز الخاطئ فيها، وتنبيه الغافلين وتحذير الخائنين المتربصين بعباد الله المؤمنين بالعذاب الأليم لكل من يعمل سوءًا أو يمارس عملا مذمومًا، أو يحدث عملا تخريبيًا يلحق الضرر ببيت الله العتيق وقاصديه، أو يمس مشاعر الله المقدسة بعمل مشين يلحق الضرر بإنسان، أو حيوان، أو نبات.
لقد أكرم الله هذه البلاد بوجود الحرمين الشريفين، وسخر أهلها لخدمة قاصديهما، وسخر ملوكها وحكوماتهم المتعاقبة على بذل كل الجهود لخدمة ضيوف الرحمن وحفظ الأمن والأمان، «ومن دخله كان آمنا» آل عمران 97، فقد تكفل الله عزّ وجلّ لقاصدي المسجد الحرام من حجاج وعمار وزوار بالأمن الكامل وذلك ليس للإنسان فقط ولكن أيضا للكائنات الحية الأخرى التي حذر الله من العبث بها، أو قتلها، أو صيدها، أو تنفيرها، فقال في محكم التنزيل: «ومن عاد فينتقم الله منه والله عزيز ذو انتقام» المائدة 95.
إن من سوء الأدب مع الله رفع الصوت في المسجد الحرام، ورفع الشعارات والهتافات السياسية حول الكعبة المشرفة، وإيذاء الطائفين والركع السجود بتصرفات ما أنزل الله بها من سلطان، والإساءة لعامة المسلمين، والتشويش عليهم، والسير في مجموعات متدافعة تؤذي الصغير والكبير، والمريض والضعيف، وتلحق الضرر الأكبر بحجاج بيت الله الآمنين المطمئنين المسالمين.
إن كل من يحاول المساس بأمن الحجيج، أو الإخلال بقواعد الشريعة الإسلامية، أو الخروج عن مقاصدها السامية، سوف يعاقب بغضب من الله وبعذاب أليم عاجلا غير آجل، ثم يواجه برجال أمن أشداء قائمين على حماية بيت الله الحرام والذود عنه، كما أنهم حريصون على سلامة وأمن الحجيج، وراحتهم، وتقديم كل العون والمساعدة لهم، ويساند هؤلاء الرجال الأكفاء كل مواطن ومقيم غيور على حرمة دين الله، وشعائر الله المقدسة لقوله عزّ وجلّ «ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب» وبذل الغالي والنفيس في مواجهة قوى الشر التي تنوي بث الفتن، وإثارة الفوضى في مقدساتنا، وترويع عباد الله الآمنين، وذلك بإبلاغ رجال الأمن عن كل عمل مشبوه يمكن أن يؤدي إلى إزهاق أرواح المسلمين، أو يلحق الضرر بهم. حفظ الله بلادنا، ومقدساتنا، ومشاعرنا من كل مكروه وأنعم على حجاج بيت الله الحرام والمعتمرين بحج مبرور، وسعي مشكور، وذنب مغفور. نسأل الله لهم السلامة في كل وقت وحين.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store