لا تيأس .. أسّس جامعتك الخاصة !!

• الفشل في الجامعة ، أو عدم دخولها أصلاً ؛ يعد واحداً من أكبر الكوارث التي قد تسبب الكثير من المشاكل النفسية والاجتماعية لصاحبها ، يحدث هذا فقط في المجتمعات ( سطحية الثقافة ) التي تبهرها المسميات والألقاب ، وتهمها القشور والمظاهر أكثر من المحتوى والمضمون .. لكن الأمر مختلف تماماً بالنسبة للمجتمعات (المعرفية) التي تنظر للفرد من خلال نتاجه وشخصيته ومخزونه المعرفي والثقافي ، والتي قدمت وتقدم للعالم كل يوم قصة جديدة لشبان بلغوا أقصى مدى للنجاح ؛ رغم أنهم لم يمروا بطريق الجامعة .
• «بن باول» شاب ألماني ترك دراسة القانون بجامعة هامبورغ ( رغم أنه كان يدرس بمنحة تفوُّق ) بعد عام واحد فقط ، ورغم هذا التصرف (المهبول) في أعراف مجتمعنا ، إلا أن كل أبواب النجاح والشهرة والمال انفتحت لصاحبنا ، الذي أصبح يُلقب بحسب sasapost بـ «أشهر تارك للجامعة في ألمانيا» بعد أن أنشأ مدونة على الإنترنت أسماها « ضد الجامعة ANTI-UNI» يروّج فيها لأفكاره المناهضة ( للتمدرس) ؛ وللتعليم الجامعي التقليدي (الممل) ، ثم أتبع ذلك بتأسيس جامعته الخاصّة «جامعة التدوين Blogging University» التي تمنح بكالوريوس وماجستير ودكتوراه في التدوين الاحترافي، يستطيع الحاصل عليها كسب المال من خلال التدوين، أو العمل التجاري على شبكة الإنترنت ! .
• (باول) لم يكن طالباً سيئاً ، هو فقط لم يجد نفسه في التعليم التقليدي ، فترك الجامعة «العريقة» التي ُيحاضر فيها كبار الحقوقيين والسياسيين الألمان، للبحث عن نفسه في التعليم الذاتي الحر ، مثله مثل الكثيرين من أنصار الدعوة التي انطلقت في أمريكا لحث الشباب على العزوف عن الجامعات التقليدية ، والانطلاق نحو التعلم الذاتي، كما نرى في موقع ( uncollege.org ) الذي يقدم المساعدة اللازمة لدخول هذا العالم الواسع ، من خلال سنة تحضيرية يدرس فيها الطالب مقررات من مثل كتاب ( Hacking Your Education ) الذي قام بتأليفه مؤسس الموقع «دِل ستيفان» ويتحدث فيه عن تجربة التعلم الذاتي بشكل أوسع .
• المستقبل الجيد ليس بالضرورة أن يبدأ من الجامعة ‏، فالنجاح في الحياة أكبر وأشمل من أن نحصره في ضيق تخصص الشهادة الجامعية ، وشخصيات مثل الألباني، حمد الجاسر ، عباس العقاد، ديدات ، سليمان الراجحي ، بيل جيتس ، ستيف جوبز وأجاثا كريستي وغيرهم من الناجحين لم يتعلموا في الجامعات ، لكنهم أنشأوا جامعاتهم الخاصة التي ينهل منها الآلاف سنوياً .
• حديثي اليوم ليس دعوة لترك التعليم الجامعي بكل تأكيد ، بل رسالة لأبنائنا الذين لم يوفقوا بالالتحاق بالجامعات بعدم اليأس والقنوط والانغلاق على أنفسهم ، فأبواب النجاح كثيرة ومتنوعة ، وعليهم الإسراع بطَرْقِها .. صحيح أن مجتمعنا لا يزال أسير النظرة النمطية التي ترى في الجامعة فرض «عين» لا فرض «كفاية» ..لكن عليهم هم أن يغيروا هذه القناعة المجتمعية من خلال نجاحاتهم وإنجازاتهم .
• عدم التحاقك بالجامعة ليس فشلاً .. الفشل الحقيقي هو أن لا تستطيع الوصول لساحة النجاح والتميز رغم أبوابها الكثيرة والمفتوحة للجميع .. بوابة الجامعة ليست نهاية المطاف .. فإن لم يحالفك الحظ فاستعن بالله وابدأ بتأسيس جامعتك الخاصة .