Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

السياسة الأمريكية في الوقت الضائع!

تحركات إدارة الرئيس باراك أوباما الأخيرة في منطقة الشرق الأوسط أياً كان هدفها تأتي متأخرة وقد تضع الإدارة القادمة في وضع لا تُحسد عليه من حيث ضرورة ترتيب سياستها في منطقة الشرق الأوسط والعالم بصفة عام

A A
تحركات إدارة الرئيس باراك أوباما الأخيرة في منطقة الشرق الأوسط أياً كان هدفها تأتي متأخرة وقد تضع الإدارة القادمة في وضع لا تُحسد عليه من حيث ضرورة ترتيب سياستها في منطقة الشرق الأوسط والعالم بصفة عامة. الإنجازات التي حققتها روسيا قد يكون من الصعب التراجع عنها تحت أي ذريعة لأن الاختراق الذي حققه بوتين أعاد الاعتبار لروسيا الاتحاد السوفيتي الذي ذهب الاسم وبقيت الاستراتيجية بأقل تكلفة والتزامات مالية وعسكرية لأن استراتيجية الحرب الباردة كانت خفية ومثقلة بموازين احتمالات نشوب حرب كونية بين القطبين. ثورة المعلومات خلقت جواً من الفوضى والانفتاح بدون حدود، تحدت مفهوم سيادة الدولة الوطنية ، وقلصت من فعالية القانون الدولي الذي أصبح في معظم الحالات مجرد سد ذرائع لا غير. فكم من قرار صدر عن مجلس الأمن أصبح مجرد حبر على ورق لأن آليات التنفيذ غير فعالة والسبب الرئيسي حرص أمريكا وحلفائها على حماية إسرائيل ،فكل القرارات التي صدرت في حق إسرائيل لم تنفذ بداية من القرارات ( 242 و 338) واستخدام الفيتو من قبل أمريكا لحماية الكيان الصهيوني من طائلة القانون الدولي حتى أصبح القياس بأن ما يحق لإسرائيل لا يحق لغيرها في كل مكان من العالم. والواقع أن اسرائيل ورطت أمريكا ،والسياسة الأمريكية أيضاً ورَّطت العالم بتخليها عن دورها القيادي وأصبح العالم يعيش فوضى لا حدود لها وضعت النظام العالمي الذي ولد من رحم الحرب العالمية الثانية على حافة الانهيار. في بداية القرن العشرين كانت منطقة الشرق الاوسط هي المستهدفة بسبب البترول وفي بداية القرن الحالي أصبحت هي أيضا المستهدفة بسبب الخوف من الإسلام والمسلمين. المتطرفون في الغرب يرون أن الصراع ديني حضاري اقتصادي وأن الحل هزيمة وإقصاء كما يقترح المرشح الجمهوري الأمريكي دونالد ترامب. وردة الفعل خلقت التطرف من قبل داعش المشكوك في هويتها وارتباطها بالاستخبارات الصهيونية الغربية لأنها ترتكب أفعالاً لا تخدم العرب والمسلمين.والتخلف الذي تعيشه المنطقة وفَّر أرضية خصبة للإرهاب وللمتمردين على الشرعية وتحققت رؤية الفوضى الخلاقة التي روجت لها إدارة بوش الابن بعد حرب الخليج وتفكيك الدولة العراقية وتسليمها لإيران.
الاتفاق النووي بين 5+1 أتى كمحصلة لتلك السياسة التي اتبعتها ادارة أوباما خلال الثماني سنوات الماضية توجت بخيبة الآمال التي نتج عنها تخلي أمريكا عن حلفائها التقليديين في المنطقة. وإذا فازت هيلاري كلنتون في الانتخابات القادمة فستكون إدارة مرحلية تقود للأسوأ وكذلك الحال فيما لو فاز دونالد ترامب الذي ينادي بمزيدٍ من الانعزالية للسياسة الأمريكية. ومرة أخرى وكما حصل في بداية القرن الماضي أصبح الصراع الدولي من أجل الشرق الأوسط وعلى أرضه وشعوب المنطقة تدفع الثمن.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store