نحو تدوين الأصول والقواعد

ما أعنيه هنا بالأصول والقواعد هو ما أصطلح على تسميته بالإتيكيت والبرتوكول وأحياناً نسميه آداب التعامل كآداب الحديث وآداب الحوار وآداب الطعام وآداب قيادة المركبات وآداب الاستقبال والتوديع ونحوه. نشاهد عبر التلفزيون السعودي مراسم استقبال الملك لرؤساء الدول أو مراسم استقباله للسفراء لتقديم أوراق اعتمادهم ومعظمنا أصبح ملماً بهذه المراسم وقواعدها ومنها مراسم توقيع الاتفاقيات أو مذكرات التفاهم بين بعض البلدان ونحوه. ومنذ زمن بعيد أرسلت بعض الأسر العريقة أبناءها وبناتها لتعلم هذه القواعد على أصولها وهي وإن كانت تختلف من دولة لأخرى إلا أن تعلُّمها وإدراكها يجعل المرء قادراً على تطبيقها وفق الأعراف المتداولة ،ولأن الخطأ فيها قد يترتب عليه عواقب غير محمودة. أصول الضيافة على الطائرة معروفة لدى المسافرين إلا أنه يختلف تماماً عن الضيافة على متن السفن أو السفن الفندقية التي تجوب البلدان. الحفلات العامة الخاصة بالتكريم أو الاحتفاء بالمتسابقين في أي فن من الفنون تختلف عن حفلات التخرج في الجامعات التي تبدأ بالسلام الملكي ثم مرور الخريجين أمام المنصة الرئيسية وإعطاء بعض المعلومات عن كل تخصص وعدد الخريجين وما إلى ذلك ثم يبدأ الحفل الخطابي بالقرآن الكريم ويتبعه بقية فقرات الحفل والتي تنتهي بتكريم المتفوقين وتوزيع الجوائز وينتهي الحفل بالسلام الملكي .وهنا يلزم التذكير بأن من آداب السلام الملكي وقوف جميع الحضور احتراماً للسلام واحتراماً لعَلَم البلاد ويستحسن أن يردد الحضور كلمات النشيد الوطني. وإن الحديث عبر الهاتف له أيضاً أصوله وكذلك الحال مع وسائل التواصل الاجتماعي الحديثة وعندما عبث بعض القلة بها وبآدابها صدرت بعض الأحكام والقوانين التي تعاقب العابثين بآدابها وأصولها، حتى ارتداء الملابس وملاءمتها لكل مناسبة تخضع للإتيكيت المتعارف عليه. الحضور والانصراف له أيضاً قواعده، وإن كانت مناسبات عقد القران أو الزواج لها إتيكيتها كما يطلق عليه فإن للمآتم ومراسم الدفن أصولاً في الشريعة وغيرها والمؤمل أن تكون هذه القواعد أو الآداب (سمِّها ما شئت) مدونة يطلع عليها ويعرفها من يجهلها لتطبيقها والعمل بها، ولكل شيء أصوله (وللحديث بقية).