ذكريات في عداد المفقودين !

• عندما يعود الزمن للوراء ،نشم رائحة الوفاء والترابط والود وإكرام الضيف . العيش في زمن مضى تجربة تبعث في النفس الراحة والحب حتى عندما يتحدث أحد كبار السن عن ذاك الزمن فإنه ينقل تلك المعاني بأسلوبه القصصي الجميل كأن المستمع يعيش في ذلك الزمان والمكان ، يرتفع صوت لا يخلو من دمعة ونبرة مؤثرة ،يأتي السؤال: هل يعود ذلك الزمن ؟
لا تختفي الإجابة في سرد الذكريات بتفاصيل التفاصيل وتفاعلها الذي يفتح الأبواب واسعة من أجل اطلالة تحيل المكان الى مساحات من المزج بين التمني والفرح أن يعود زمن مضى وتبقى ذكرياته ، بما يتطلب المحافظة على الذاكرة التاريخية لتلك الاجيال من خلال توثيقها وألا تبقى حبيسة الرفوف والأدراج يعلوها الغبار وربما التلف وخسارتها .
• كم من تسجيل وتوثيق انتهى الى الغياب ،جهاز حكومي أو خاص انتهت وتلفت وثائق وذكريات وتسجيلات تاريخية حين انتقلوا من مكان الى آخر لم تلقَ الاهتمام ،أصبحت في عداد المفقودين السبب عدم الاهتمام بها كأنها أوراق لا قيمة لها أو معاملة عانت من الروتين وقتاً طويلاً أصيبت بعدها بالامراض والموت لا أمل لعودتها ولا حتى 1٪‏ .
بديهي أن نقل الذكريات والتاريخ هناك من لا يهتم بها ،يرى أنها بلا فائدة ،ينظر الى الوقت يمر بطيئا عند النقل يتمنى النهاية السريعة «وخلينا نخلص ونرتاح وبلاش وجع دماغ « !
أشخاص يحملون تاريخاً في ذاكرتهم لم يقم أي شخص او جهة بتوثيق ما يحفظون ، لا يُذكرون إلا بعد وفاتهم عندما تفوت الفرصة عبر المقالات أوغيرها ،في الوقت الذي لم يُستفد من تواجدهم بشكل يوثق ويقدر ما كانوا يحملونه من ثروة تاريخية لا تتكرر.
• التوثيق والتسجيل ليس صعباً يحتاج الى بحث وعمل واستمرارية لكي لا يتحول الى دهاليز النسيان ،هناك من عمل واجتهد في ذلك لكن بحاجة الى المزيد والمزيد .

يقظة :
• ودنا بالطيب مير الدهر جحاد طيب
كلما تخلص مع الناس كنك تغشها
يدك لا مدّت وفا لا تحرّى وش تجيب
كان جاتك سالمه حب يدك وخشّها
كلما شبيت نار المحبه مع حبيب
قام يسحل في مشاهيبها ويرشها
وكلما واجهت لك في الزمن وجه غريب
مثل ماقال المثل دام تمشي مشها
وذمة ماهيب تندار للحق المصيب
جعل قشاش الحطب لا سرح يقتشها
سعد بن جدلان -رحمه الله-