Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

نعمة الكهرباء.. أهم من أبجدية الألف والباء !

تُعتبر مَحطّة الشّعيبَة لتَوليد الكَهربَاء؛ الأضخَم في الشَّرق الأوسَط، وعِندَما نَقول «مَحطَّة»، فنَحنُ نَتكلَّم عَن مُولِّدَات الطَّاقَة، ولَيس عَن شَركة الكهربَاء، التي يَتفَاوت النَّاس في تَقييمها

A A
تُعتبر مَحطّة الشّعيبَة لتَوليد الكَهربَاء؛ الأضخَم في الشَّرق الأوسَط، وعِندَما نَقول «مَحطَّة»، فنَحنُ نَتكلَّم عَن مُولِّدَات الطَّاقَة، ولَيس عَن شَركة الكهربَاء، التي يَتفَاوت النَّاس في تَقييمها، ومَدَى الرِّضَا عَنهَا وعَن أسعَارها، التي تَأخذ جَدلاً طَويلاً؛ وسِجَالاً كَثيراً في أَعمدة الصُّحف، وبَقيّة وسَائل الإعلَام..!
لقَد دَخلتُ المَحطَّة -التي افتتَحهَا المَلك عبدالله «رَحمه الله» عَام 2000م- وكُلِّي فَخْر بقوّة المُنشأة وجَودة البِنَاء، وهَذا شَيءٌ جَميل، ولَكن الأجمَل، ذَلك الفَريق «المُجَاهِد» الذي يَمتَاز بالسَّعودَة الكَامِلَة، ممَّن نَذروا أَنفسهم للعَمَل في هَذه المَحطَّة، التي تَبعُد عَن مَكَّة وجُدَّة أكثَر مِن 100 كلم، وإذَا كَان «طاغور» يَقول: (أعرف الفَلَّاح مِن خشُونة يَده)، فأنتَ ستَعرف العَاملين في هَذه المَحطَّة، مِن كَثَافة السّمرَة في مَحياهم، مِن جَرَّاء الشَّمس التي تَلفح وُجوههم، لتَأتي مُولِّدات الكَهربَاء، لتُكمل مَا عَجزَت عَنه الشَّمس..!
إنَّني أَشكُر بصِدق كُلّ العَاملين في هَذه المَحطَّة، ولَكَ أَنْ تَتصوَّر يَوماً مِن الأيَّام -وأنتَ تَضغَط زِرّ المصبَاح، أو مُفتَاح المُكيّف، ولا تَجد كَهربَاء- مَدَى صعُوبة الحيَاة.. يَا لَهَا مِن مَعيشةٍ مُتعِبَة وتَعيسَة، لذَلك يَجب أنْ أَرفَع القُبَّعة والشّمَاغ والعُقَال، لأُولئك الشَّبَاب الأبطَال، الذين يَعتبرهم أَي مُنصف، بمَثَابة الجُندي المَجهول، الذي يُنير الوَطَن..!
في تِلك الزِّيَارة أَزحتُ رُكَاماً مِن جَهلي، حِينَ تَعلّمتُ كَيف تُنتَج الكَهربَاء، ومَاذا تَعني وحدَات «المِيغَاوَات»؟، ومَا هِي الغَلَّايَات؟، ومَاذا يَعني تَبريد المَاء؟، ولِمَاذا دَائماً بجوَار مَحطَّات الكَهربَاء؛ تُوجد مَحطّات تَحلية ميَاه؟، وعَلمتُ أَيضاً أَنَّ العَاملين في المَحطَّة؛ لَا عَلَاقَة لَهم بالفَواتير، وأسعَار الكَهربَاء، بَل هُم يُولِّدون الكَهربَاء ويُقدِّمونها؛ إلَى إدَارة النَّقل، عَبر شَبكَات الأسلَاك؛ التي تُحيط المَملكَة، ويَبلغ طُولها أكثَر مِن 68 أَلف كلم دَائري، وإدَارة النَّقل بدَورها تَنقل الكَهربَاء؛ وتُسلِّمها لإدَارة التَّوزيع، التي تُوزِّعها عَلى المُستَفيدين مِنهَا، والمُستهلكين لَهَا..!
حَسنًا.. مَاذا بَقي؟!
بَقي أَنْ نَشكر شَركتنا الرَّائِدَة «شَركة الكَهربَاء»؛ المُولِّدة لهَذه الطَّاقَة، حَتَّى وإنْ انقَطعت عَنَّا أحيَاناً؛ بسَبب حَرَارة الطّقس، وكَثَافة الاستهلَاك، كَمَا يَجب أَنْ نُفكِّر فِي ضَرورة تَرشيد الكَهربَاء، حَتَّى لَا يَأتي يَوم، ونَندَم فِيهِ عَلَى الإسرَاف في مَصابيح الضِّيَاء، وتَيَّار الكَهربَاء..!!
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store
كاميرا المدينة