Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

جامعتي مسؤوليتي

أساتذة الجامعة وباحثوها طالما حذروا من كارثة كهذه أو أفظع منها ولم تلق الجهات الخدمية لهم بالاً حتى حدث ما حدث

A A
أساتذة الجامعة وباحثوها طالما حذروا من كارثة كهذه أو أفظع منها ولم تلق الجهات الخدمية لهم بالاً حتى حدث ما حدثالزيارة التي قام بها وفد رفيع من محرري هذه الجريدة الغراء، يتقدمهم رئيس التحرير الأخ الكريم الدكتور فهد آل عقران لجامعة الملك عبدالعزيز هذا الأسبوع، أثلجت صدور جميع منسوبي الجامعة دون استثناء فقد أتاحت هذه الزيارة الفرصة لأصحاب الكلمة أن يقفوا بأنفسهم ويطلعوا عن كثب على حجم الدمار الهائل الذي لحق بمباني الجامعة ومنشآتها ومعاملها وفصولها ومكاتبها وإداراتها إلى آخر القائمة، بسبب السيل العرم الذي اجتاح المناطق المتاخمة للجامعة من الجهة الشرقية وهذه الزيارة المشكورة تقوم على مبدأ: (ليس من رأى كمن سمع)، وتدخل ضمن الواجب الوطني لوسائل الإعلام لوصف الواقع من خلال المشاهدة والعمل الميداني وعدم الاكتفاء بالتخمينات والأقاويل. وقد بدا واضحاً من الصور التي نُشرت، مع التحقيق أن حجم الخسائر قد يصل فعلاً بل قد يتجاوز المبلغ الذي قدر بملياري ريال. إذ لم يسلم مبنى واحد من مباني الجامعة من الأضرار والخسائر، وهي مبانٍ شيدت وأثثت وجهزت خلال عقود، وزودت بأجهزة ومعامل ومختبرات بمئات الملايين وإن تكن التغطية أظهرت الكثير من الخسائر في الجامعة، فقد أظهرت في الوقت نفسه الكثير من المكاسب حين تجلّى صدق انتماء منسوبي الجامعة لهذا الصرح العلمي الشامخ من خلال المشاركة الواسعة لجميع المنسوبين دون استثناء في أعمال التنظيف والإزالة للمخلفات الطينية وإصلاح الأضرار من خلال حملة تطوعية حملت اسم: (جامعتي مسؤوليتي) شارك فيها المسؤولون كباراً وصغاراً يتقدمهم مدير الجامعة، وكما ذكر التحقيق كان المتوقع أن يشارك في الحملة خمسمائة طالب ولكن العدد الفعلي تجاوز خمسة آلاف. وتعني هذه الحملة أن يقف الجميع على المواقع المتضررة ويشاركوا بأيديهم في إزالة الأضرار عنها. وقد شاهدتُ بأم عيني مدير الجامعة ووكيلها أ. د. عبدالرحمن اليوبي وعميد شؤون الطلاب أ. د. عبدالله مهرجي وعميد كلية الآداب د. محمد سعيد الغامدي وهم يتفقدون بدورهم كلية الآداب وتغوص أقدامهم في الطين ولعل من المناسب أن نعرّج على ما نفثته بعض الأقلام، ونشرته بعض الصحف ووسائل الإعلام مما يشبه اللوم لجامعة الملك عبدالعزيز لما حدث فيها من دمار بسبب هذا السيل العرم، مع أن الجامعة ليست إلا إحدى المنشآت الوطنية الكبرى التي كانت ضحية من ضحايا هذه الكارثة التي لا يمكن أن ننكر أنها طبيعية، ولكن غياب البنية التحتية تماماً عن المنطقة المتاخمة للجامعة من الجهة الشرقية جعلها في مواجهة السيل مباشرة، فليس بين الجامعة وبين قويزة سوى طريق الحرمين، ونحمد الله تعالى أن سور الجامعة الشرقي قد خفف الأذى عنها وعن بعض المناطق المجاورة لها. ورغم فداحة الخسائر التي لحقت بالجامعة ما بين مكاتب دمرت ومعامل غرقت وخدمات تعطلت، إلا أن السواد الأعظم من المحاضرات قد ألقي في موعده في الاسبوع الأول من الدراسة وهو إنجاز يشار إليه بالبنان، ويبدو أن المسؤولين الكبار في الجامعة (مدير الجامعة والوكلاء) قد وضعوا نصب أعينهم أن أهم هدف هو عدم فوات الدروس على الطلبة والطالبات رغم كل ما حدث وأنا أعلم حق العلم أنهم جميعاً رابطوا في الميدان من أجل تحقيق هذا الهدف يتقدمهم مدير الجامعة، وهو واجب تفرضه عليهم مسؤولياتهم الكبرى وانتماؤهم لهذا الدين والوطن واستشعارهم لحقوق أبنائهم وبناتهم الطلاب والطالبات على هذه الجامعة. ومن بعد تسيير الدراسة يأتي الشروع في وضع خطط سريعة وفاعلة لإصلاح كل ما فسد بالإفادة من الكوادر والخبرات الهائلة في الجامعة، وبدعم ومساندة من كبار المسؤولين والمواطنين، وبسواعد المتطوعين والمتطوعات بقي أن نقول إن أساتذة الجامعة وباحثيها طالما حذروا من كارثة كهذه أو أفظع منها ولم تلق الجهات الخدمية لهم بالاً حتى حدث ما حدث.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store