Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

الصين إحدى رؤى 2030

منذ اليوم الأول الذى تقلَّد فيه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز مقاليد الحكم لهذه البلاد، ظهرت مؤشرات حول رغبته في إعادة هيكلة السياسة الخارجية، فقد رأى بثاقب بصيرته، أن تجديد النخب في

A A
منذ اليوم الأول الذى تقلَّد فيه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز مقاليد الحكم لهذه البلاد، ظهرت مؤشرات حول رغبته في إعادة هيكلة السياسة الخارجية، فقد رأى بثاقب بصيرته، أن تجديد النخب في هذه المرحلة أصبح من الضروريات التي تفرض نفسها، وعمد إلى تعيين من رأى فيهم الكفاءة من شباب الوطن للمشاركة في نمو اقتصاد البلاد والتخطيط لرفع اسم المملكة عاليًا بين الدول المتقدمة، وتنفيذ خارطة الطريق التي تحمل شعار (رؤية 2030)، والهادفة إلى تحرير اقتصاد المملكة من الاعتماد على ايرادات النفط، فالخطة تأتي في هذا السياق، وإدخال تغيير جذري في توجهات السياسة الخارجية للدولة وفي أنماط تحالفاتها ومواقفها تجاه القضايا الدولية المختلفة، هذه الهيكلة أتت نتيجة إدراك القيادة لوجود مجموعة من الأزمات الاقتصادية والسياسية والتحديات الإقليمية والدولية التي اقتضت مواجهتها ضرورة إعادة هيكلة السياسة الخارجية.
وفي ضوء هذه السياسة الجديدة، تأتى الزيارات التي قام بها صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي ولي العهد لكل من روسيا وفرنسا والولايات المتحدة ودول الخليج والتي تم خلالها بحث أوجه التعاون الاقتصادي والسياسي والعسكري ما بين المملكة وتلك الدول كل على حدة، ولنضرب مثلا بالزيارة التي قام بها سموّه للولايات المتحدة، حيث كان الهدف منها هو نقل الإمكانيات التكنولوجية إلى المملكة وبث روح زيادة الأعمال فيها، سواء كانت مرتبطة بمجال الدفاع أو لها علاقة بشركات تقنية.
ولذلك فإن الزيارة التي قام بها سمو ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان للصين تأتي في هذا الإطار، ومن الواضح أن العلاقات السعودية الصينية بحاجة إلى مثل هذا الإعلان المهم خلال المرحلة الحالية وفي هذه الظروف التي تعيشها المنطقة على وجه التحديد، خصوصًا نحن نعلم أن الصين متمسكة بأن العالم متعدد الأقطاب، وتنادي بأن على كل العالم أن يبذل جهودًا مشتركة لإقامة نظام سياسي واقتصادي دولي جديد وعادل، وترفض أن يبقى النظام الدولي برمته رهينة للهيمنة الأمريكية أو الروسية. والنجاح المرتقب الذي نتوقعه، مهّدت له زيارة الرئيس الصيني التي قام بها إلى المملكة قبل أشهر، والتي تم فيها توقيع العديد من مذكرات التفاهم التي شملت الحزام الاقتصادي لطريق الحرير، والعلوم والتكنولوجيا، والملاحة بالأقمار الصناعية، وآلية مكافحة الإرهاب. وكان خادم الحرمين الشريفين زار الصين قبل عامين، عبّر خلال زيارته عن حرصه على توثيق أواصر التعاون وتعميق الحوار والتواصل وتنمية العلاقات الثنائية في كافة المجالات السياسية والاقتصادية والتجارية والصناعية والثقافية والاستثمار والطاقة والتعاون الأمني. ولن تكون محاور اللقاءات التي يجريها سمو ولي ولي العهد تبتعد عن هذه الملفات.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store