Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

نوستالجيا حسين شبكشي !!

ضمن مقاله (السعودية والصين: انطلاقة جديدة) في جريدة الشرق الأوسط (٣٠ أغسطس ٢٠١٦م)، قال الكاتب حسين شبكشي أنّ هناك نوستالجيا في الوجدان السعودي بالنسبة للصين، وأنه توجد قامات سعودية من أصل صيني تألّقت

A A
ضمن مقاله (السعودية والصين: انطلاقة جديدة) في جريدة الشرق الأوسط (٣٠ أغسطس ٢٠١٦م)، قال الكاتب حسين شبكشي أنّ هناك نوستالجيا في الوجدان السعودي بالنسبة للصين، وأنه توجد قامات سعودية من أصل صيني تألّقت ونجحت وتركت بصمتها المميّزة، مثل تاجر الأحذية عبدالغفور أمين، ورائد الإعلام الدكتور عبدالقادر طاش، يرحمهما الله، والكاتبة في جريدة المدينة حالياً الدكتورة أميرة كشغري!.
والنوستالجيا التي أشار إليها شبكشي هي مصطلح يوناني يُستخدم لوصف الحنين للعصور الماضية بشخصياتها وأحداثها، غير أنّ شبكشي وفي غمرة النوستالجيا وقع في خطأ معرفي كبير، وأستغرب أن يقع فيه، فأصل من ذكرهم ليس صينياً بل تركستانياً، وتحديداً من تركستان الشرقية، تلك الدولة المسلمة التي كانت ذات يوم مستقلّة، ولم تتمكّن من التحرّر بعد احتلالها من الصين مثلما فعلت شقيقاتها في تركستان الغربية بعد انهيار الاتحاد السوفييتي!.
والشاهد هو إن كانت هذه هي حدود معرفة المثقفين تجاه قضية تركستان الشرقية، وهي من قضايا الأمّة الإسلامية العالقة، فلا ألوم العامّة إذا غابت القضية عن أذهانهم بالكلية!.
وهنا يؤزّني مصطلح النوستالجيا مرّة أخرى للتذكير ببعض تاريخ تركستان الشرقية المجيد، واسمها يعني أرض الأتراك، ويُقال أنها أرض بدو الأتراك بينما حاضرتهم هي أرض تركيا الحالية، وفتحها المسلمون على يد قتيبة بن مسلم الباهلي عام ٩٦ هـ، وكانت منبراً عظيماً لنشر الإسلام في بلاد ما وراء النهرين، ومركزاً كبيراً للتجارة، ومنها انطلقت طريق الحرير الشهيرة، وأنجبت علماء أجلّاء خدموا الأمّة الإسلامية في أهم المجالات، مثل البخاري ومسلم والترمذي والبيهقي والفارابي وابن سينا والبيروني وغيرهم من أعلام الحضارة الإسلامية، وهذه هي النوستالجيا الحقيقية لا أصل هذا وفصل ذاك.. وأيضاً بالخطأ المبين!.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store