Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

البوركيني وسقوط مصداقية الغرب الأخلاقية

مزاعم الغرب العلماني في الإصلاحات خصوصاً منها الاقتصادية والمالية لتدارك ما أفسدته العولمة المستغولة من أزمة اقتصادية ومالية عالمية كبرى عام 2008 م متأثراً بانهيار سوق العقار الأمريكي وشح السيولة ا

A A
مزاعم الغرب العلماني في الإصلاحات خصوصاً منها الاقتصادية والمالية لتدارك ما أفسدته العولمة المستغولة من أزمة اقتصادية ومالية عالمية كبرى عام 2008 م متأثراً بانهيار سوق العقار الأمريكي وشح السيولة المالية وزوال عدد من البنوك الأمريكية والعالمية الكبرى تفاعلاً مع ذلك الانهيار، تلك الإصلاحات المندرجة تحت جهود القضاء على الفساد الإداري والمالي والتي يراد لها أن تفرض فرضاً على العالم بأسره خصوصاً عالم الجنوب من خلال البنك الدولي وسواه من المنظمات الدولية، و لكن هل يصلح المزيد من الإفساد الفساد ؟! هيهات هيهات.
ويهمنا في هذه العجالة التركيز بعض الشيء على أكبر مزاعم الغرب في رسم صورة ذهنية ذاتية مغررة على أنه هو حامي حمى الحريات الدينية وحقوق الإنسان المبنية على مفاهيم العلمانية والحرية الشخصية و الديموقراطية «الرشيدة» مما يتناقض مثلاً مع لجوء أهم ديموقراطيات العالم «المتحضر» إلى استخدام القنابل الذرية على هيروشيما ونجازاكي دون حاجة فعلية لذلك عند نهاية الحرب العالمية الثانية عام 1945 م .
ولكن هل يصدّق أن تقوم الدول الكبرى ومنظماتها بتقديم الرعاية بالحيوان على سلامة وأمن وحرية الإنسان و حقه في العيش الكريم وفي الحصول على الرعاية الطبية اللازمة ... الخ ، فقد قامت الأسبوع الماضي منظمات عالمية «غربية» ( منظمة الجهات الأربع ) المتخصصة في الرأفة بالحيوان بالتعاون مع الإنروا بنقل حيوانات حديقة الحيوان بخان يونس بقطاع غزة الأبيّة المحاصرة منذ عشر سنين حتى أصبحت حيوانات الحديقة أشباحاً لقلة الطعام المتوفر لها وندرة مواد العناية بحيوانات الحديقة ، وقامت «الجهات الأربع « بإعادة توزيعها على حدائق شتى من العالم ، فأطفال المسلمين الرضّع ونساؤهم بل و حتى الرجال المدنيون العزّل أهداف مشروعة للقوات العسكرية الأمريكية والروسية والإسرائيلية والإيرانية و الطائفية اللبنانية والعراقية قتلاً ، أهداف مشروعة كما ترى المرشح الرئاسي للحزب الديموقراطي الأمريكي هيلاري كلينتون وأنهم يصنفون كأضرار جانبية كما يقولون ،ولا يحتاج المرء أن يكون عبقرياً ليستنتج من هذه الواقعة البسيطة في مظهرها العميقة في مغزاها كيف تصنف القيادات السياسية والعسكرية والمنظمات العالمية الخادمة «للنظام العالمي»، والمتابع لحالات مشابهة لن يعيه ضرب الأمثلة فهي أكثر من أن تعد في البلاد الإسلامية التي تطحنها رحى الحروب فرضها عليها الغرب فرضاً بالخداع والأكاذيب الساذجة وقرارات الأمم المتحدة المفصلة على قدر الشعوب المسلمة على الرغم من مزاعمهم التي لا تنتهي.
شهدت الأسبوعان الماضيان خطوة أخرى في مسيرة الانقلاب الأوربي عن مزاعمها في التمسك بالعدل و الحق والمساواة وحقوق الإنسان فيما يتعلق بمظهر المسلمات في الفضاء العام الأوربي وكذلك في تنامي عدد أو نسبة المسلمين في مكونات الشعوب الغربية وفي التعصب المقيت ضد المسلمين. ظهرت الأسبوعين الماضيين خلافات جوهرية اجتماعية وأخلاقية لمرحلة ما بعد الحجاب على خلفية ما أصبح يعرف بلباس البوركيني وهو لبس بحري محتشم نسبياً تلبسه بعض نساء المسلمين فيه ستر نسبي عن التعري شبه الكامل للغربيات ( لا أعتقد شخصياً أنه يحقق الشروط الشرعية للبس المسلمة إضافة إلى أنه يجب على المسلم البعد عن الشواطئ التي يكشف فيها عن العورات المغلظة )، حتى وصل الأمر لقيام رجال الشرطة في دول علمانية ديمقراطية تنادي بالحريات الشخصية كإنجلترا وألمانيا كما شاهد العالم بنزع لباس البوركيني على شواطئ البحار مما يذكرنا بقوله تعالى ( وما كان جواب قومه إلا أن قالوا أخرجوهم من قريتكم إنهم أناس يتطهرون) . كما وراجت مقاطع أخرى يهدد فيها السياسيون بإخراج المسلمين من أوربا والغرب عموماً كما ينادي المرشح الرئاسي الأمريكي ترمب . الغرب مستفيد جداً من تهجير المسلمين لديه لأنه عندما يتيقن بأنهم لن يندمجوا مع المجتمعات الغربية ( اتباع ملتهم ) فسيخرجونهم ، وثمة أحاديث من أحاديث الملاحم والفتن تحكى مصيراً شبيهاً بذلك لا تتسع مساحة المقال لسردها. والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store