Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

مؤتمر الغربان في الشيشان

في الوقت الذي ننشد فيه الوحدة تبرُز لنا فعاليات توغل في التشتيت !!

A A
في الوقت الذي ننشد فيه الوحدة تبرُز لنا فعاليات توغل في التشتيت !! وفي الوقت الذي تسعى الأصوات الواعية إلى وأد التصنيف المذهبي واستبداله بأمة ذات هوية واحدة متعددة المشارب متنوعة المذاهب نجد روّادها يجتمعون على تمزيقها تحت ذريعة الإجابة على سؤال سبقته إجابته منذ الأزل؛ فَمَن هم أهل السنة والجماعة ؟- استفهام مؤتمر الغِربان - الذين أرعدوا وأزبدوا فيه بضحالة فكرهم مما عرَّا خُبث نيّاتهم وبرمجة عقولهم وقِصر نظرهم؛ فَلَو اتصفوا بصفة العلماء المُعتبرين لما سُمِح لهم بالمشاركة في فعالية ظاهرها «الخير» وباطنها «التفرقة» ولو كانوا مُدركين لترهل وضع الأمة لنأوا عن القول «الباطل» في المكان «الشُبهة» ولو وعيهم ناضج لاستدركوا أن التاريخ سيكون سيفاً مُسلطاً على ما سيقولونه «تجنيِّاً» على مصير أمتهم.
كانت الشيشان خلال الأيام الماضية مسرحاً جديداً للحرب على الإسلام بفكر بعض علمائه المأجورين، فاستُخدموا كأدوات للضرب في المفصل لبتر ما تبقّى من لُحمة الأمة ، فكانت الكلمة هناك غير محسوبة العواقب، والاستدلال يتماهى مع الهوى، والحضور لا يعدو أن يستهدف الاقتيات على الجروح، والضحية تئن في الأمصار ليس لها مدافع سوى إيمانها بأن «خالقها» هو ملجأها وحاميها بعد أن تفرَّغ مَنْ كان يُعقد عليهم الأمل بعد الله لإصدار صكوك الدخول في أهل السنة والجماعة ومَنْ هو خارج عنها، وكأنها أولوية تفوق المآسي التي تتعاظم في أقطار العالم الإسلامي.
لقد كان الأجدر بهذا التجمُّع المشبوه أن يترفع عن صغائر الأمور وينشد أعاليها، ويكتب صفحة من التاريخ تُعزز التكامل بين مكونات الإسلام مادام مصدرها القرآن والسُّنة؛ بحيث لا تنخر في بُنيانه كالسوس، بل تعمد إلى ثبات أصوله المُتفق عليها وتقوية فروعه بالاجتهاد المتوائم مع مُتغيرات العصر، ولكن مَنْ شَغُل بالقشور - حتماً - لن يُدرك الُلب، ومن ساقه هوى النفس لن ينظر إلى أحوال العامة بعين البصيرة؛ بل سيُرسِّخ في أذهان المُتابعين من غير مِلتنا بأننا نعيش على هامش الحياة مادامت هذه رؤيتنا وهؤلاء هم علماؤنا.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store