أهل المدينة.. غير

من جوار خير البشر ومن نور الشمس والقمر وكلمة من الحق بلسان نبيه كانت للكون ضياء أحقت الحق وزهقت الباطل واندحر، من هنا بدأت الرسالة ونشر الإسلام ينتصر من نور الدنيا وعاصمة الرجال، سيد البشر، أمام الأمة هو الشرع وهو القائد من أرسل للعالمين مبعوثًا ومبشرًا ونذيرًا، من جعل المدينة منبرًا ونبراسًا جنة أولا وأخيرًا، من قال فيها: (اللهم حبب إلينا المدينة كما حببت مكة أو أشد وصححها وبارك لنا في صاعها ومدها وحول حماها إلى الجحفة) وقال: (والمدينة خير لهم لو كانوا يعلمون لا يدعها أحد رغبة عنها إلا أبدل الله فيها من هو خير منه، ولا يثبت أحد على لأوائها وجهدها إلا كنت له شفيعًا أو شهيدًا يوم القيامة، «وفي رواية» ولا يريد أحد أهل المدينة بسوء إلا أذابه الله في النار ذوب الرصاص أو ذوب الملح في الماء) وقال فيها: (من استطاع منكم أن يموت بالمدينة فليفعل فإني أشهد لمن مات بها)، صدقت يا رسول الله صلى الله عليك وسلم، لمثل هذه الكلمات تميل القلوب وتحن ولمثل هذه الأماكن تشتاق القلوب وتئن، هذه المدينة والله غير، ليس بشهادتي وإنما بشهادة كل زائر يحمل منها البركة والخير.
أهل المدينة اختصهم الله بخصائص عديدة وأفردت للكثير منهم اتسموا بها ولهم الفخر من نعم الجوار خير معلمًا وحسنه زاد بهم إلى العالمين تفضيلا، ومن هذه الخصائص التي اكتسبت من أخلاق النبوة وخصائصها ومنها الترحيب بالغريب كأنهم يلقون صديقًا أو قريب يألفون ويتألفون دون عناء ومشقة، البشاشة والسماحة في التعامل مع البعض وخفض الصوت امتثال لأمر الله، وكذلك الاحترام في العلاقات الأسرية بين العوائل بعادات جميلة وألقاب في التخاطب بين الصغير والكبير وصيغ الجمع في التحدث مع الوالدين وغيرها التي لا زالت بعض البيوت المدينية تتعامل بها وتتوارثها، تعامل الجيران مع بعضهم وتعاونهم في أمور حياتهم وفي مناسباتهم تفتح للجار الأبواب وتشرع، وهناك من الخصائص والصفات ما يفوق هذه الأسطر ويسطع، إكرامًا من الله لنا ميراث الفخر في التآخي بين المسلمين.
بقى أن أقول أن أهل المدينة مميزون في كل شيء بدءًا من حبهم وحتى في علاقاتهم ولهم نصيب من أخلاق النبوة، ولكنهم بشر يصيبون ويخطئون.
#هدفك_مستقبلك