إيران وساعات الحُجَّاج!!

قالت قناة «العالم» الإيرانيَّة: إنَّ المملكة سوف تُلزِم حُجَّاج بيت الله الحرام بارتداء ساعات معصم خاصَّة، ومتَّصلة بنظام GPS فضائي، يُمكِّنها من معرفة مواقعهم، والتجسُّس عليهم، واختراق خصوصيَّاتهم المحرَّمة في المشاعر المقدَّسة!.
يا لها من قناة كاذبة، احترفت، واستمرأت الكذب؛ حتَّى صدَّقته، وعبقت منها رائحة الكذب العفنة، كما يقول الشاعر:
لَجِيفَةُ كَلْبٍ خَيرٌ رَائِحةٍ
مِنَ الكذبِ في جِدٍّ ولَعِبِ
فمثل هذه الساعات -في حالة استخدامهاـ هي تقنية حديثة، ومفيدة لأيِّ سُلطةٍ تُشرف على تنقُّل حشود مليونيَّة من البشر، في بُقعة صغيرة من الأرض، وفي زمن قليل، لتعرف أماكن الازدحام الشديد إلكترونيًّا، وتتجنَّب حوادث التدافع، فضلاً عن إمكانيَّة تخزين معلومات شخصيَّة مهمَّة وضروريَّة عن الحُجَّاج فيها، مثل حالتهم الصحيَّة، وغيرها، ولو واجهت أيّ دولة ما تواجهه المملكة في الحجِّ من صعوبات، للجأت لنفس التقنية، لكنَّها إيران، وما أدراكم ما إيران؟ إنَّها تُفسِّر كلَّ خطوة تطويريَّة تُقدِم عليها المملكة لسلامة الحُجَّاج بما يُشوِّه جهودها الجبَّارة لأجل ذلك، وإيران أصلاً لا تكترث بسلامة الحُجَّاج، حتَّى حُجَّاجها نفسها باستثناء مَن قد يندسُّون بينهم من المُخرِّبين، والحرس الثوري الإيراني، وما اشتراطها المرفوض من المملكة لتسيير المظاهرات السياسيَّة، والمؤتمرات الجدليَّة التي تُهدِّد سلامة الحُجَّاج؛ كي تسمح لمواطنيها بالحجِّ هذه السنة إلاَّ أكبر دليل على ذلك، وهي تزحف كالثعبان لهدف خبيث، لن تناله بحول الله، ولو أنفقت ما في الأرض جميعًا، وهو تصوير المملكة أمام الأمَّة الإسلاميَّة كدولة قد فشلت في إدارة الحرمين الشريفين؛ دعمًا لمطالباتها السابقة والمستمرَّة بتدويلهما!.
ذروني ألخِّص الموضوع كالتالي:
قافلة المملكة في الحجِّ تسير بتطوّر يشهد عليه العالم.
وإيران ما تزال تنبح!.