أكبَر مُشكلة تُوَاجِه الإنسَان؛ هي حِينَمَا يَشعر بأنَّه ضَحيّة، إمَّا أَنْ يَكون ضَحيّة مُجتَمع، أَو ضَحيّة أُسرَة، أَو ضَحيّة أصدقَاء السّوء، أَو حَتَّى ضَحيّة مِن ضَحَايَا الشَّيطَان؛ الذي يَجعله الإنسَان شَمَّاعة حِين يَقول: (إبليس أَغوَاني)..!
إنَّ الإنسَان العَاقِل؛ هو مَن يَتعَالَى عَلَى أسبَاب الفَشَل، ولَا يُعلِّقها عَلَى أَحدٍ أَو شَيء، ويَعتمد -بَعد الله- عَلى نَفسه، ولَا يَلتَمس العُذر لنَفسهِ قَائلاً بأنَّه «ضَحيَّة»، بَل يَنفض الغُبَار، ويَبدَأ مِن جَديد بَعد كُلّ عَمليّة فَشَل، فكُلِّ العُقلَاء يُدركون أَنَّ الفَشَل هو بدَاية النَّجَاح..!
في كِتَابهِ الجَميل: «تَجارب وخبرَات قَد تُغيّر الحيَاة»، يَقول الأُستَاذ الكَبير «باسل شيخو»: (إنَّ مَفهوم الضَّحيّة المُتمثِّل في مُحاكماتِنَا وقَنَاعاتِنَا، كَان ومَازَال هو العَامل الأَهَم؛ الذي يُقصينا عَن رُؤية الحَقيقَة وَاضِحَة بَيّنة، كضوءِ الشَّمس، بَل هو عَينه الذي يُباعد بَيننَا وبَين سَيْرنَا؛ في مَدارج الرُّقي والنُّضج، وتَحمُّل المَسؤوليّة، وهَذه القَنَاعَة المُتجذِّرة في زَاوية عقُولنا، هي التي تَدفعنا بدَورها؛ لإلقَاء اللَّائِمَة عَلى مَا سوَانا، وإعلَان البَرَاءَة شِبه التَّامَة لأَنفسِنَا وكَيَانَاتِنَا، فإذَا مَا بَقينَا نُراوح ضمن هَذه المَنظومة المُهترئة كأسبَاب، فإنَّنا لَن نَتمكَّن مِن الصّعود في مَراقي النَّجاح والفَلاح المُبتَغَى كنَتائج، ولاجتيَاز هَذه العَقبَة النَّفسيّة -القَديمَة الجَديدَة- لَابدّ لَنَا مِن تَخطّي العَقبَات السِّت التَّالية:
أَنْ نُغلق بَاب التَّبرير، ونَفتح بَاب الاعترَاف بالخَطَأ..
ونُغلق بَاب اللَّوم، ونَفتَح بَاب تَحمُّل المَسؤوليّة..
ونُغلق بَاب اللُّغَة السَّلبيّة، ونَفتَح بَاب اللُّغَة الإيجَابيّة..
ونُغلق بَاب القَسَاوَة، ونَفتَح بَاب المرونَة..
ونُغلق بَاب الأوهَام، ونَفتَح بَاب الحَقَائِق..
ونُغلق بَاب التَّعميم، ونَفتَح بَاب التَّخصيص..!
حَسنًا.. مَاذا بَقي؟!
بَقي أَنْ نَقول: أيُّها النَّاس، تَأمَّلوا النَّص جَيّدًا واقرَؤوه، ثُمَّ حَدِّدوا مَوقفكم مِنه، لتَكتَشفوا هَل أَنتُم تَلعبون دور الضَّحيّة، أَم مِمَّن يَتعَالون عَلى الفَشَل، ويَسلكون طَريق النَّجَاح، مُعتبرين الإخفَاق والسّقوط أُولَى دَرجَات الفلاح..؟!!.
شعور الضحية.. أخطر تهديدٍ للبشرية!
تاريخ النشر: 08 سبتمبر 2016 02:32 KSA
أكبَر مُشكلة تُوَاجِه الإنسَان؛ هي حِينَمَا يَشعر بأنَّه ضَحيّة، إمَّا أَنْ يَكون ضَحيّة مُجتَمع، أَو ضَحيّة أُسرَة، أَو ضَحيّة أصدقَاء السّوء، أَو حَتَّى ضَحيّة مِن ضَحَايَا الشَّيطَان؛ الذي يَجعله ا
A A