Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

ما هو أبعد من غروزني!

مؤتمر غروزني الذي عُقد الشهر الماضي (وخرج بتوصيات ونتائج صادمة لقطاع واسع من المسلمين السُّنَّة حول العالم)، لا يخلو من لوثة الكيد الفاضح، والمؤامرة الدنيئة.

A A
مؤتمر غروزني الذي عُقد الشهر الماضي (وخرج بتوصيات ونتائج صادمة لقطاع واسع من المسلمين السُّنَّة حول العالم)، لا يخلو من لوثة الكيد الفاضح، والمؤامرة الدنيئة. وتلك مصيبة، لكنَّ المصيبة الأكبر تكمن في الرعاية التي تلقَّاها المؤتمر من دول عربيَّة نحسبها شقيقة. دول تدفع، وأخرى توفِّر الغطاء الأدبيّ والشرعيّ المشوَّه.
أمَّا إنْ ظنَّ أحدٌ أنَّ إيران المجوسيَّةَ بريئةٌ من هذا العفن الفكريِّ، فلا بدَّ له أن يراجع الطبيب؛ ليختبر قواه العقليَّة، فلعلَّه يتفلسف وهو عليل، كما هو حال ذلك الكاتب (العروبيّ) المفتخر بالزعيم الوطني العروبي بشار الأسد، والحال أنَّ الاثنين من كوارث هذا الزمن البغيض، أسأل الله لهما ذات المصير، يوم لا ينفع مال ولا بعير.
مؤتمر غروزني كارثة في العلن، ويمكن أن تمرَّ بهدوء، وبلا مضاعفات جانبيَّة كبيرة؛ لأنَّه يمثِّل أفرادًا يمثِّلون طوائف أغلبها منحرفة من ذوات القبوريَّات، والخرافات، والخزعبلات، وأصحاب المصالح، وعبدة المناصب. لكنَّ الكارثة التي تنخرُ في بنيان أهل السنَّة والجماعة، وهم عليها يتفرَّجون، فظاهرة التمدُّد الصفويّ المجوسيّ تحت غطاء التشيُّع لآل البيت، وحبّ آل البيت. وجزء من هذه المأساة أشار إليها الزميل الأستاذ عبدالله الجميلي في مقاله في هذه الصحيفة (8 أغسطس) عن ذلك الداعية السنّي الرصين، وقد انقلب متشيِّعًا يدافع بحماس بالغ عن الصفويَّة المارقة، والمجوسيَّة الملوَّثة، وفي دولة سيراليون التي يمثِّل المسلمون فيها 65% من سكانها.
وأمَّا السبب فهي المنح الدراسيَّة الشرعيَّة المنحرفة التي تجود بها الدولة الفارسيَّة على أبناء إفريقيا، فتغريهم بالمزايا، والعطايا، وبنات المتعة، ثم تحشو عقولهم بصنوف الخرافات والخزعبلات، وقدر بالغ هائل من بغض أهل السُّنَّة (وفي مقدمتهم الشيخان أبو بكر وعمر، وأمهات المؤمنين، وسائر الصحابة، باستثناء بضعة عشر منهم)، باعتبارهم -على حدِّ زعمهم- قد خانوا الأمانة، وأسلموا الخلافة لغير علي، وباعتبار أسلافهم قد تواطأوا على قتل الحسين -رضي الله عنه-.
هذا السمُّ البطيء الزعاف يستدعي من أصحاب التمكين والقرار مواجهة تستنجد بالحق في وجه الباطل، فالباطل كان -ولا زال- (عند مواجهته بالحق) زهوقًا.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store