Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

كمثل الحمار يحمل أسفارًا!!

لا أذكرُ في الماضي مناسبةً يتيمةً واحدةً سعت فيها المملكة ليُطبِّل لها، ويُثني عليها الإعلامُ المصريُّ، سواء عمَّا تستحقُّه أو عمَّا لا تستحقُّه.

A A
لا أذكرُ في الماضي مناسبةً يتيمةً واحدةً سعت فيها المملكة ليُطبِّل لها، ويُثني عليها الإعلامُ المصريُّ، سواء عمَّا تستحقُّه أو عمَّا لا تستحقُّه.
والعكس هو الصحيح، فالمملكة تقبَّلت -وما زالت تتقبَّل- النقدَ البنَّاء من الإعلام المصريِّ؛ كونه الإعلام الأكبر، والأعرق، والأكثر جماهيريَّةً في المنطقة العربيَّة.
لكنْ من غير المقبول أنْ يُناصبَ بعضُ الإعلاميين المصريين المملكةَ العداءَ، ويتفرّغُون للهجوم عليها، وكأنَّ المملكةَ ليست الأخ المخلص، الذي يُعوَّل عليه، وكأنَّها ليست الصديقَ الكريمَ الذي يُرتكز عليه في الرخاء والشدَّة، وكأنَّها ليست الحليف الأمين الذي يُوثَق به في الخفاء والعلن.
ومَن يتابع هؤلاء الإعلاميين سيجد أنَّهم غيرُ أكفاء مهنيًّا، وغيرُ موهوبين حواريًّا، والأهمُّ.. أنَّهم غيرُ متعمِّقين معرفيًّا في القضايا التي تخصُّ المملكةَ، ويناقشونها في برامجهم اليوميَّة، وهم في ذلك كمثلِ الحِمارِ يحملُ أسفارًا، يتحمَّل أوزانها الثقيلة، لكنَّه لا يفقه ما فيها من العلوم القيِّمة.
هم فقط ذوو لسان «مدلدل» وسليط، يستخدمونه دائمًا ضدَّ المملكةِ، ومتهافتون على ذلك بسرعةِ الطيرِ، وخفَّةِ الفراشةِ، رغم أنَّ أجسامَ بعضهم ثقيلةٌ مثل الفيل، وهم مُتوحِّدون منهجيًّا وزمنيًّا في هجومهم على المملكة، فما إن تطرأ قضيَّة سعوديَّة حتَّى يتناولوها ساعةَ حصولها، ربَّما قبل الإعلام السعوديِّ نفسه، وحتَّى قبل تناولهم للقضايا المصريَّة التي يُفترض أن تكونَ أهمَّ بالنسبةِ لهم، بما يدلُّ على ترصُّدهم الكامل لقضايا المملكة، بالضدّية طبعًا لا بالمعيَّة، طبقًا لأجندة أملاها عليهم غيرهم، وهدفها الرئيس هو المملكة.
أنا لا أُعمِّمُ ذلك على الإعلام المصريّ، ففيه إعلاميون صادقون كثيرون، ومؤسَّسات نزيهة تعلَّمنا منها حرفة وأسرار الإعلام، وحريَّة الكلمة، وعدالة القضيَّة، والنقد الهادف، وقول الحق، وإرجاع الفضل لأهله بالحق والقسطاس المستقيم.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store