Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

وفِّروا القُبلات للأطفال والسيدات!

مُنَاسباتنا الاجتمَاعيّة الكَثيرَة؛ هي نَوعٌ مِن تَعذيب الذَّات، ودَورَةٌ فِي تَحمُّل الإحرَاجَات المُتعمَّدة، التي تَبدَأ مِن طَريقة السَّلام، وتَوزيع القُبَل بشَكلٍ مُكثّف، وتَنتَهي بالأسئلَة السَّخ

A A
مُنَاسباتنا الاجتمَاعيّة الكَثيرَة؛ هي نَوعٌ مِن تَعذيب الذَّات، ودَورَةٌ فِي تَحمُّل الإحرَاجَات المُتعمَّدة، التي تَبدَأ مِن طَريقة السَّلام، وتَوزيع القُبَل بشَكلٍ مُكثّف، وتَنتَهي بالأسئلَة السَّخيفَة؛ التي تَتوغَّل إلَى أَدق الخصُوصيّات في حيَاتِك..!
لَن أَتحدَّث عَن هَذه الإحرَاجَات، فهي كَثيرة، ولَكن سأُسلِّط الضّوء عَلى القُبلات، التي يَجب أَنْ نَحْذَر مِنهَا؛ في زَمن سُرعة انتقَال عَدوَى الأمرَاض؛ مِن شَخصٍ إلَى آخَر..!
وللأمَانة هُناك قُبلات يَفرح بِهَا المَرء، وأَعني بِهَا تَقبيل يَديْ الوَالدين صَبَاح مَسَاء، لأنَّ هَذه القُبلات تُوطّد رَوابط الحَنَان، وتُشعر الوَالديْن بالتَّقدير، كَما أنَّها تُشعر مَن يُقبِّل يَديهما بالرِّضَا النَّفسي؛ تَجاه تَقديره لوَالديْه..!
إنَّ لَقاءَاتنا الاجتمَاعية المُستمرّة؛ مَحشوّة بالقُبلات، وإنْ قُلنا إنَّ بَعض هَذه القُبلات لَها مَا يُبرّرها، فإنَّ كَثرتها لَا دَاعي لَه، ومِن هَذا المنبر أُعلن لكُلِّ مَعارفي وأصدقَائي؛ أنَّني لَا أُحبِّذ تَوزيع القُبلات؛ ولَو عَلى خَفيف. ولَكن كَيف السَّبيل إلَى مُحَاربة هَذه العَادَة غَير المُستحبَّة..؟!
كنتُ أَظنُّ -ولَيس كُلّ الظّن إِثم- أنَّني المُشتكي الوَحيد مِن كَثرة القُبلات، ولَكن حِين أَخذتُ أقرَأ في كُتب الأَديب «أنيس منصور»، وَجدتُ القصّة التَّالية: (عِندَما قَرر الرَّئيس «كلينتون» دَعوة الرَّئيس «ياسر عرفات» -يَرحمه الله- سَأل الخُبرَاء: كَيفَ أَتفَادَى قُبلات «عَرفَات»؟ فجَاءه الرَّد مِن السَّفير الأمريكي في القَاهرة قَائلاً: عِندَما يَتقدَّم إليكَ الرَّئيس «عرفات»؛ ضَع يَدك عَلى كَتفه وثبِّتها تَمامًا، فلَا يَستطيع أَنْ يَقتَرب مِنك. وقَد فَعَل)..!
ويُضيف الأَديب «أنيس منصور» -يَرحمه الله- تَجربته الشَّخصيّة؛ مَع قُبلات الرَّئيس الرَّاحل «ياسر عرفات» أيضًا، قَائلًا: (في عَشَاء أَقَامه السيّد/ «عمرو موسى» للرَّئيس «عرفات» في وزَارة الخَارجية، وتَصادَف في ذَلك اليَوم أَنْ هَاجمتُ الرَّئيس، وقَال السيّد/ «عمرو موسى» مُتحدِّيًا: أُريد أَنْ أَرَى مَا سَوف تَفعله اللَّيلَة.. وجَاء الرَّئيس «عرفات» كعَادته، ليُصَافحني ويُقبّلني، فقُلت: هَذه قُبلة يَهوذا)..!
حَسنًا.. مَاذا بَقي؟!
بَقي أنَّني سأَقتَدَي بـ»أنيس منصور»، ولَو انزَعج منِّي الآخرون؛ لأتفَادَى -عَلى الأقَل- رَائِحة السَّجَائر والبَصَل، وكَذلك المَزكُومين..!!!
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store