Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

موسم حج هادئ

منذ إعلان إيران عدم رغبتها في الحج هذا العام ما لم يتم حسب رؤيتها ورغبتها، والأنظار متّصلة ومتّجه نحو مكة والبقاع المقدسة، ولكن بفضلٍ من الله ومحبته تعالى لعبيده تيسَّر حج العام الحالي بيسرٍ وسهولة ود

A A
منذ إعلان إيران عدم رغبتها في الحج هذا العام ما لم يتم حسب رؤيتها ورغبتها، والأنظار متّصلة ومتّجه نحو مكة والبقاع المقدسة، ولكن بفضلٍ من الله ومحبته تعالى لعبيده تيسَّر حج العام الحالي بيسرٍ وسهولة ودون حوادث أو مشاكل تُذكر. وكأن الحج يقول: الدين لله لا تلبسوا عملكم بعملٍ غير صالح، ومرّت أيام الحج -ولله الحمد- دون أي مشاكل تُذكر، وحضر الكل وغابت إيران وغابت معها المشاكل والأزمات والشد العصبي. بل وبحمدٍ من الله رأينا تنظيمًا وتلاحمًا بين الحاج ورجال الأمن، وأصبح عملهم تيسير أداء الشعائر للحاج، وبعيدًا عن أي قضايا أخرى.
تفرَّغ الحجيج بفضل الله لأداء الشعائر ومن كل الدول الإسلامية وبكل الأطياف، واستشعروا جمال المكان وحلاوة العبادة. واستفادوا من الإمكانيات والخدمات التي أتاحتها -ولا تزال تتيحها- الدولة بأريحية ومحبة دون منّة أو تعالي، فهذا دورها الذي شرّفها الله به لخدمة حجاج بيت الله، وخدمة بيوت الله، وهو شرفٌ لا تدّعيه، ولكن تبادر للقيام به كواجب عليها، وتُنفق بسخاء لتثبت للعالم أنها جديرة بهذا الشرف الممارس من عهد أبينا إسماعيل إلى اليوم ودون منازع، ولن يكون هناك منازع بإدن الله.
والسؤال الذي يتبادر إلى أذهاننا الآن، ويحق لنا أن نثيره في كل محفل؟ ما هو العنصر الذي غاب وغابت معه المشاكل وحصدنا معه حجًا هادئًا مقبولًا بإْذن الله. الإجابة لا شك أنها واضحة وظاهرة للعيان، وعلى الرغم من دخول شعوب أخرى بنفس المعتقد، لم نرَ منها ما رأينا من قبل، وكانوا محترمين.
لماذا لا يهتم الإيرانيون بممارسة الحج كما هو مُحدَّد في الدين والشرع، ويتركون الأذى وضرر الآخرين، سوْال نتمنى لكل مَن يُدافع وينبري أن يجيب عليه، أليس الحج ركن من أركان الإسلام يفترض فينا أداؤه؟.. لماذا الخلط وأذى باقي المسلمين الراغبين في أداء الشعائر كما فرضها رب العزة؟.. ولماذا التشويش عليهم وأذيّتهم وهم جاءوا لغرضٍ وهدف محدد. نتمنى كل عام أن نحظى بحجٍ مُماثل للعام الحالي دون مُتغيِّرات أو سلبيات تؤذي المسلمين، وتُنغِّص عليهم حقهم في ممارسة شعائرهم بذرائعٍ غير مقبولة.
لا يدرك الكثيرون أهمية حج هادئ ورغبة المسؤولين في أن يتم ويُحقِّق للحجاج المسلمين من كل بقاع الأرض هدفهم، ليُكملوا أحد أركان دينهم، وينعموا بزيارة الحرمين، والمآثر الإسلامية بيسرٍ وسهولة، وأمنٍ وأمان. أليس هذا هو الهدف لكل المسلمين الذين أتوا من شتى بقاع الأرض يجمعهم دين واحد «الإسلام» وشعيرة الحج، دون تمايز أو فروقات، ويتكلَّفون ويجمعون الأموال طوال حياتهم لأداء هذه الشعيرة المباركة؟.. فدعوهم بعيدًا عن ألاعيبكم السياسية، واتركوا العالم ليَعبد ربّه في أمان.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store