Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

الخطر الصامت

أظهرت دراسة للدكتور ميتلر قبل عدَّة سنوات، أنَّ حوالى (1100) سائق من بين (6000) تعرَّضوا لحوادث سيارات بعد الساعة الثانية صباحًا، في مقابل (200) سائق -فقط- حول الساعة الثانية ظهرًا.

A A
أظهرت دراسة للدكتور ميتلر قبل عدَّة سنوات، أنَّ حوالى (1100) سائق من بين (6000) تعرَّضوا لحوادث سيارات بعد الساعة الثانية صباحًا، في مقابل (200) سائق -فقط- حول الساعة الثانية ظهرًا. وأظهرت دراسة حول حوادث السيارات في ولاية بنسيلفانيا الأمريكيَّة أنَّ حوالى (50%) منها كانت نتيجة النُّعاس أثناء القيادة، كما حذَّرت اللجنة الوطنيَّة لاضطرابات النوم في الولايات المتحدة من أنَّ النُّعاس أثناء القيادة كان السبب الرئيس في (36%) من الحوادث المميتة.
وفي عام (2007) أصدرت الإدارة الوطنيَّة لسلامة الطرق السريعة بالولايات المتحدة الأمريكيَّة تقريرًا مفاده أنَّ نحوًا من (100,000) من حوادث السيارات كانت نتيجة لنعاس السائقين، وأنَّ ما يقرب من (1550) من الأمريكيين يُقتلون بسبب ذلك كل عام. والمشكلة أنَّ أغلب السائقين لا يشعرون، أو يعترفون بتأثير النُّعاس على تركيزهم في القيادة، حيث يستمر (51%) منهم في القيادة حتَّى لدى شعورهم بالنُّعاس الشديد، وأن ما يقرب من (20%) فقط منهم يتوقَّفون لبعض الوقت لأخذ غفوة قصيرة.
ومن أهم عوامل الخطر المؤدِّية إلى زيادة النُّعاس أثناء القيادة، الارتباط بأكثر من عمل (وبخاصَّة عمل الورديَّات)، والحرمان من عدد ساعات النوم الـمطلوبة، والقيادة أثناء ساعات الليل الأخيرة، والقيادة لساعات طويلة دون توقُّف، إضافة إلى الإصابة بانقطاع التنفس الانسدادي أثناء النوم.
ومن وسائل الحدِّ من خطر النُّعاس أثناء القيادة، أخذ غفوة قصيرة لاستعادة النشاط، وتناول ما يقرب من كوبين من القهوة، إلاَّ أنَّ أثر الكافيين وغيرها من مشروبات الطاقة على مقاومة النُّعاس قد يكون محدودًا جدًّا إذا كان النُّعاس مُفرطًا.
ولا شكَّ لديَّ أنَّ النُّعاس أثناء القيادة يُعدُّ من أسباب ارتفاع نسبة حوادث السيارات في المجتمع السعوديّ؛ نتيجة الحرمان من النوم السليم، وثقافة السَّهر المفرط، واختلال مواعيد النوم والاستيقاظ بشكل عكسي، والارتباطات الاجتماعيَّة التي تستمر إلى ساعات الصبح الأولى، إضافة إلى التعرُّض للقنوات الفضائيَّة، والإنترنت، وإدمان شبكات التواصل الاجتماعيّ، وانتشار أسواق التبضُّع على مدى (24) ساعة، الأمور التي تُعدُّ مشكلات اجتماعيَّة مزمنة تحتاج لمزيد من الجهود التوعويَّة، والأنظمة الاجتماعيَّة التي تضمن -قدر الإمكان- انضباط ساعات النوم والاستيقاظ خاصَّة لدى الشباب، والحدّ من السهر المفرط، ومنها اعتماد نظام إغلاق المحال التجاريَّة الساعة (9 مساءً).
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store