تَفسيرَات النَّاس للحَوَادث والأشيَاء؛ تَختَلف باختلَاف الحُبّ والكُره تِجَاه هَذا الشَّخص؛ أو حيَال ذَلك الشَّيء، أو تِلك المَدينَة، وحَتَّى يَتَّضح المَقَال، سنُورد بَعض الشَّواهِد، ومَا طَاب لَنَا مِن حُسنِ المِثَال:
حِين تَكون مُحتَقنًا عَلى جُـدَّة وأَهلهَا، وأَصَابها السّيل العَرَمْرَم، الذي يُؤذي النَّاس ويُدمِّر مُمتَلكاتهم فستَقول: إنَّ هَذا السّيل هو عقُوبة لأَهل جُـدَّة بسَبَب المَعَاصي، أمَّا إذَا كُنتَ مِن مُحبِّي جُـدَّة -مِن أَمثَالي- فستَقول: إنَّ هَذا ابتلَاءٌ مِن الله، وفُرصَةٌ عَظيمة لتَنبيه المَسؤولين؛ لوجُود الخَلَل فِي هَذا المَكَان أَو ذَاك..!
مِثَال آخَر: لَو تَعرَّض أَحَد التُّجَّار للكَسَاد، أو احتَرَقَت مُستودعاته، لقَال المُحبّون: إنَّه ابتلَاءٌ مِن الله ليَمتحن صَبر عَبده، ولقَال غَير المُحبِّين: إنَّه انتقَامٌ مِن الله، لأنَّه لَا يَدفع الزَّكَاة، أَو لأنَّ تِجَارته جَاءَت مِن مَالٍ حَرَام..!
مِثَال ثَالث -وهو أكثَر الأمثلَة شَفافية-: لَو أُصيبت يَد الكَاتِب -عَامِل المَعرفة- «أحمد العرفج» بالكَسر -لَا قَدَّر الله- سيَنقَسم النَّاس إلَى قِسمين، حَيثُ سيَقول الكَارِهُون أَو النَّاقمون: «هَذه رِسَالة وَاضِحة مِن الله -جَلَّ وعَزّ- لأنَّه يُؤذي المُسلمين والمُسلِمَات بقَلمه، ويَكتب مَا لَا يُرضي الله، ولذَلك انكَسَرَت يَده، إنَّ ربَّك بالمرصَاد، وإنَّه عَزيزٌ ذُو انتقَام»، أمَّا مَن يُحب «العرفج» فسيَقول: «هَذا ابتلَاءٌ وتَكفير عَن الذّنوب، أَو عين مَا صَلَّت عَلى النَّبي، وكُلّ هَذا سيَكون في مِيزَان حَسنَات العرفج»..!
حَسنًا.. مَاذا بَقي؟!.
بَقي أَنْ نَقول: أيُّها النَّاس تَمهّلوا، فلَا أَحَد يَستطيع أَنْ يَتحدَّث نِيَابةً عَن الله، أَو أَنْ يُفسِّر أفعَاله تَعَالَى، وقَضَاءه وقَدره، إلَّا إذَا كَان يَعلَم مَا لَا نَعلَم، ويَعرف مَا لَا نَعرف، مُؤكِّدين فِي النّهايَة الحَديث النَّبوي الوَاضِح حِين قَال -صلّى الله عليه وبَارك-: (عَجَبًا لأَمرِ المُؤمنِ، إِنَّ أمْرَه كُلَّهُ لهُ خَيرٌ، وليسَ ذلكَ لأحَدٍ إلا للمُؤْمن، إِنْ أصَابتهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فكانتْ خَيرًا لهُ، وإنْ أصَابتهُ ضَرَّاءُ صَبرَ فكانتْ خَيرًا لهُ)..!!
المسرات والأوجاع في عيون المحبين والرعاع
تاريخ النشر: 22 سبتمبر 2016 03:27 KSA
تَفسيرَات النَّاس للحَوَادث والأشيَاء؛ تَختَلف باختلَاف الحُبّ والكُره تِجَاه هَذا الشَّخص؛ أو حيَال ذَلك الشَّيء، أو تِلك المَدينَة، وحَتَّى يَتَّضح المَقَال، سنُورد بَعض الشَّواهِد، ومَا طَاب لَن
A A