Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

منبر الأمم.. من حذاء خروتشوف إلى رمي الميثاق!

منذُ يناير ١٩٤٢، اليوم الذي وُلدت فيه الأمم المتحدة؛ وحتَّى ذكراها الـ٧١، الذي تحتفل به هذه الأيام، لم نشاهد أيّ دور إيجابيّ لهذه المنظمة، التي دائمًا ما تتحيَّز قراراتها لصالح الدول الخمس الكبار.

A A
منذُ يناير ١٩٤٢، اليوم الذي وُلدت فيه الأمم المتحدة؛ وحتَّى ذكراها الـ٧١، الذي تحتفل به هذه الأيام، لم نشاهد أيّ دور إيجابيّ لهذه المنظمة، التي دائمًا ما تتحيَّز قراراتها لصالح الدول الخمس الكبار. وأنا هنا لستُ بصدد ذكر سلبيَّاتها وإيجابيَّاتها، وإنما لرغبة في التندُّر، بذكر ما حدث في بعض جلساتها؛ حيث مرَّت بنماذج من الخطباء غريبي الأطوار؛ يستحق الموقف أن نستعرض خروقات بعضهم، وجنون البعض الآخر.
ولقد راقَ لي أن أبدأ بخطاب السيد أحمدي نجاد الرئيس الإيراني السابق في الدورة الـ٦٥ للجمعيَّة العامَّة للأمم المتحدة، والذي أثار ضجَّة إعلاميَّة، بعد أن اتَّهم الإدارة الأمريكيَّة بالتخطيط لتنفيذ هجمات ١١ سبتمبر في الولايات المتحدة، من أجل حماية إسرائيل، وإنقاذ الاقتصاد الأمريكي، والحفاظ على النفوذ الأمريكي في الشرق الأوسط.
أمَّا الرئيس الليبي معمر القذافي الذي خرج عن كافَّة البروتوكولات، فقد هاجم بشدَّة في عام ٢٠٠٩ مجلس الأمن الدولي، ورمى من على المنصة بميثاق الأمم المتحدة، مشيرًا إلى أنَّ مجلس الأمن الدولي يستخدم ضد بلاده، وحيث إنَّ التعليمات تقضي بأن لا يتجاوز كل خطيب مدَّة ربع ساعة، فقد خطب القذافي مدة ساعتين لدرجة أنَّ مترجم خطابه قد انهار، وتوقف عن متابعة الترجمة. أمَّا الدورة الـ١٥ للجمعيَّة العامَّة عام ١٩٦٠ التي شهدت خلع الرئيس السوفيتي الأسبق «نيكيتا خروتشوف» لحذائه، والطرق به على المنبر، فقد توعَّد فيها الولايات المتحدة بإظهار «أم كوزكا» الغامضة، وهو تعبير روسي، يحمل تهديدًا قويًّا، قِيل إنَّها إشارة إلى القنابل الذريَّة السوفيتيَّة. أمَّا أطول خطاب شهده مجلس الأمم فكان للزعيم الكوبي «فيدل كاسترو» في الدورة الـ١٥، حيث استغرق ٤ ساعات ونصف الساعة، حذَّر فيه الولايات المتحدة من مهاجمة كوبا الثوريَّة، وأشار إلى أنَّ واشنطن تستخف بعزم خروتشوف على دعم الثوار في كوبا، باستخدام أسلحة نوويَّة.
ومع كل ذلك، فإن هناك خطبًا تشتمل على ركائز أساسيَّة تنشد الأمن والاستقرار في العالم، كما هي دومًا مواقف المملكة، فالملك سعود بن عبدالعزيز كان أوَّل ملك سعودي يتحدَّث على منبر الأمم المتحدة، كان ذلك في العام ١٩٥٧، وعبَّر عن فرحة بلاده، واستبشارها بتأسيس ميثاق الأمم، مؤمِّلاً بأن يصبح الدستور المنظم لعلاقات الشعوب، ويزيل أسباب المنازعات بين الدول.
وقبل الختام لابدَّ أن أذكر بأن للمملكة موقفًا من الأمم المتحدة، ففي عام ٢٠١٣ ألغت كلمتها؛ تعبيرًا عن اعتراضها لعجز الأمم المتحدة في حل كل القضايا التي عُرضت عليها، وعلى السلبيَّة التي تنتهجها، كما رفضت مقعد مجلس الأمن بسبب ازدواجيَّة المعايير التي يتبعها المجلس، وطالبت بضرورة إصلاحه.
تلك كانت لمحة من تاريخ هذه المنظمة العجوز، التي شهدت حذاء «خروتشوف»، وبصق الرئيس الفنزويلي «هوغو تشافيز» على منبرها.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store