للعقلاء فقط

ردات الفعل التي توالت من قبل علماء الشيعة والتي تمثلت في إصدار بيانات شديدة اللهجة أدانت الفعلة الشنعاء لرجل الدين الشيعي المغمور ياسر الحبيب، كانت بالفعل على مستوى الحدث. المجمع العالمي لأهل البيت أصدر بيانا تخطى مرحلة التنديد ووصل إلى حد اتهام الحبيب بالعمالة لقوى الاستعمار . واسمحوا لي هنا أن أنقل حرفيا ما ورد ضمن فقرة تضمنها البيان الذي أصدره المجمع العالمي : (( إن جذور هذه التصريحات غير اللائقة والكاذبة تعود إلى المستعمرين والساسة المعادين للإسلام ، ونرى أيديهم القذرة تقف وراء هذه التصريحات )). وفي السعودية بالتحديد أصدر كل من الشيخ حسن الصفار والسيد حسن النمر والسيد عبدالله الموسوي وقاضي المحكمة الجعفرية بالقطيف الشيخ محمد الجيراني، بيانات وتصريحات إدانة شديدة اللهجة بحق المدعو ياسر الحبيب. المطلوب الآن إبراز ردود الفعل العقلانية تلك وتثمينها بدلا من الانشغال بكلام تبرأ منه كل أصحاب العلاقة بما لا يدع مجالا للشك. إن الحديث الآن عن فعلة المدعو ياسر الحبيب، دون التوقف أمام ردود الفعل الحاسمة التي صدرت عن علماء الطائفة الشيعية في أكثر من مكان، وبالذات في السعودية، هو أمر مثير للريبة. ولعلي لا أتجاوز الحقيقة لو قلت بأن التركيز على فعلة ياسر الحبيب والإصرار على تحميل وزرها للطائفة الشيعة برمتها، هو حلقة مكملة لمسلسل الكراهية والفرقة الذي بدأه الحبيب والذي لا يفيد سوى أعداء الأمة والمتربصين بها. إن الحديث عن فعلة الحبيب وتجاوز ردود فعل علماء الشيعة من ذوي المكانة العلمية المرموقة وتجاهل بياناتهم التي جرمت الرجل واتهمته بالعمالة، هو خطوة مكملة لما قام به داعي الفتنة هذا. يجب أن ينتبه جميع المتحمسين لتبرئة المقام الطاهر لأم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها مما ورد من سفاهات على لسان الحبيب إلى أن التعاطي العاطفي المحض مع القضية والانجرار وراء أسلوب وطرح ولغة هذا السفيه لن ينفع أم المؤمنين بقدر ما سيخدم مصالح هذا النكرة الذي ينفذ مخططات أعداء الأمة من عاصمة الاستعمار الأقدم في التاريخ ! أرجو ألا تكون فتنة الحبيب بالون اختبار جديد آخر تبتلعه الأمة بكل غفلة.