Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

السعوديون.. لم ينجح أحد!!

هلْ تذكرُونَ عندما كانَ الراديو السعوديّ يذيعُ أسماءَ الناجحين في المدارس، ويحصل أحيانًا أن يذكر اسم مدرسة ونتيجتها: لم ينجح أحد؟!.

A A
هلْ تذكرُونَ عندما كانَ الراديو السعوديّ يذيعُ أسماءَ الناجحين في المدارس، ويحصل أحيانًا أن يذكر اسم مدرسة ونتيجتها: لم ينجح أحد؟!.
تذكّرتُ هذا، وأنا أتجوَّلُ في سوق البناء، لشراء بعض المواد، والاتِّفاق مع عمالة لترميم بيتي، ولم أرَ سعوديًّا واحدًا يعمل في مهنها الكثيرة، وكلّ العاملين فيها وافدون، بينما اكتفى السعوديون بأن يكونوا زبائنَ جميلين، يعني بالسعودي، وفي السعوديَّة: لم ينجح من السعوديين أحد!.
من ناحية أخرى، لا أعلم مدى نظاميَّة عمل الوافدين في السوق، هل هو بالتستُّر من سعوديين؟ جائز، فإن كان كذلك فأين الجهات المعنيَّة بالتستُّر الممنوع نظامًا؟ أو هل هو بالتوظُّف عند سعوديين يلبسون طاقيَّة الاختفاء عن الناس؟ ربَّما، لكن لماذا يختفون أصلاً؟ هل هو عيب أن يُشرف صاحب الحلال على حلاله؟ اللهمَّ إلاَّ إذا لم يكن صاحبه!.
يا سادتي: أين الشباب السعودي من هذه السوق؟ إنَّهم مثل فصّ ملح وذاب، في كأس تكفي لتوظيف مئات الآلاف منهم، وتحويل بطالتهم لذكرى غابرة، ونحن في سوق البناء بصدد ظاهرة فريدة لا تحصل في دول العالم الأخرى المتطوِّرة والنامية، ألاَّ يكون للمواطن دور سوى الاستهلاك، وهذا مُشين بحقِّنا، ويجعلني أستفسرُ عن الأسباب، والمطالبة بمعالجتها، فإن كانت ترفُّعًا، وتأفُّفًا من شبابنا، فأقول لهم: بلا دلع، فقدوتنا النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلّم حملَ الطينَ والسعفَ والقشَّ -وهي من مواد البناء- بيديه الشريفتين، وبنى بهما مسجده، وإن كانت قصورًا من الجهات المعنيَّة بتوطين المهن، فأقول لها: وكيف نُنجِّح رؤية تحوُّلنا الوطني، وكلُّ شيءٍ يُبنى في وطننا لا علاقة لشبابنا به، سوى التفرُّج عليه، واستخدامه بعد إنجازه بلا اكتساب حرفة تكون في أيديهم شرفًا وسلاحًا؟!
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store