Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

أردوغان على مدى شهر!

سافرت إلى إسطنبول يوم الاثنين التالي للانقلاب الفاشل في 15 يوليو الماضي (أي بعد ثلاثة أيام طبقًا لحجز مسبق).

A A

سافرت إلى إسطنبول يوم الاثنين التالي للانقلاب الفاشل في 15 يوليو الماضي (أي بعد ثلاثة أيام طبقًا لحجز مسبق). كان كل شيء طبيعيًا بالنسبة لسائح مثلي، ولما عدتُ بعد أكثر من شهر شرعتُ في تصفُّح أكوام الصحف المحفوظة طيلة مدة الغياب! طبعًا لفت نظري كمّ المقالات التي تناولت الشأن الأردوغاني بالتحديد، إذ لم تكن تركيا الدولة هي محط الاهتمام، وإنما تركيا أردوغان! تأكَّدتُ فعلًا أن ثمة موظفين لا همّ لهم إلا النيل من أردوغان، ومصطلح (موظفون) يعود إلى الزميل جمال خاشقجي المتهم من الموظفين إيَّاهم بأنه أردوغاني، فيما يستنتج آخرون تغلي صدورهم حقدًا وضغينة أن كل أردوغاني هو داعشي بالضرورة.
وعجبتُ لكُتَّاب ينتمون إلى دولٍ غارقة في الديكتاتورية حتى الثمالة، يُحدّثونك عن نصائح مُوجَّهة لأردوغان لحماية الديمقراطية، وكُتَّاب من دول تمارس فيها تصفية المعارضة على المكشوف، في حين يعيب على أردوغان نزعته لمحاكمة الانقلابيين -أيًا كانوا- في القضاء أو التعليم أو الجيش أو الشرطة.
وآخرون يتباكون على انهيار معنويات الجيش التركي العظيم في ظل القبض على عشرات الجنرالات الانقلابيين تمهيدًا لمحاكمتهم، وتقرير المناسب من العقوبات في حقهم. وثمة دول غارقة في الفساد تتراكم الزبالة في شوارعها وحدائقها يُحذِّر بعض كُتَّابها من انهيار الاقتصاد التركي جراء الإجراءات التي يتخذها أردوغان في حق الانقلابيين. وكاتب مُتحذلق يزعم أنه يفهم في كل قضية، يزعم أن الانقلاب قاده غولن.
خلاصة القول أن القارئ لهذه الحزمة من مقالات الموظفين المتخصصين في النيل من أردوغان لن يطول به المقام قبل اكتشاف النسق الواحد أو هو الهواء الواحد الذي يستنشقه هؤلاء بلا كلل ولا ملل! طبعًا هناك إكليشة يُردّدونها بغير خجل، وهي زعم كل منهم أنه ضد الانقلاب، مع أن لغتهم تنضح بالعداء للسلطان (أردوغان) والديكتاتور (أردوغان) وعدو الديمقراطية (أردوغان)!!
لقد بدت البغضاء من أفواههم، وما تخفي صدورهم أكبر!

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store