Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

مشروع أيّ كلام!!

عندما أرى كثيرًا من شبكات المياه المدفونة في شوارع مدننا، بتكلفة إنشائها المليارية، وبتكلفة إنشاء محطّات التحلية التي تمدّها بالمياه، المليارية أيضًا، وقد قلّ ضخّ المياه فيها للمنازل لدرجةٍ صار معها أ

A A
عندما أرى كثيرًا من شبكات المياه المدفونة في شوارع مدننا، بتكلفة إنشائها المليارية، وبتكلفة إنشاء محطّات التحلية التي تمدّها بالمياه، المليارية أيضًا، وقد قلّ ضخّ المياه فيها للمنازل لدرجةٍ صار معها أصحابُ المنازل يُؤرّخون مناسبات حياتهم بمواعيد الضخّ النادرة في الشبكات!.
وعندما أرى هذه الشبكات مثل خيوط العنكبوت في تغلغلها الواسع وانتشارها الكبير تحت الأرض، لكنها لا مؤاخذة وكما يقول أهل مكّة: «زيّ قلّتها»!.
وعندما أرى كثيرًا من الشبكات يمرّ عليها الأسبوع والأسبوعان والشهر والشهران، وربّما أكثر، ولا تسبح فيها قطرة مياه واحدة!.
وعندما أرى المنازل المُوصّلة بالشبكات قد تساوت تمامًا مع المنازل غير المُوصّلة بها في الاعتماد على الصهاريج المتنقلة للحصول على المياه، ووقوف أصحابها في سِرا ليلي ونهاري لساعات أو لأيام لنيْل صهريج مياه واحد قد لا يكفي ليومين!.
وعندما أرى الشبكات ومن شدّة جفافها تصدأ مفاصلها وتتكسّر ضلوعها ليحصل التسرّب منها إن ضُخّت فيها المياه!.
عندما أرى ذلك كلّه، فلا يلومنّني أحد إن تساءلت: هل هذه الشبكات مشروع أيّ كلام؟ فنجاح أيّ مشروع يُقاس بإنجازه أولًا وحجم الاستفادة الكبير منه ثانيًا، والشبكات قد وُفِّرت لها أسباب النجاح وأنتجنا لها أوفر المياه، فضلّت المياه طريقها عنها، وأصبحت المياه معها كالابن العاق الذي لا يصل أبيه وأمّه وبقية أقاربه إلّا نادرًا، والمشكلة من وجهة نظري هي إدارية بحتة، والشبكات مع المياه مثل الكمبيوتر مع المعلومات لا يمكن أن يضنّ بها على مُستخدميه إلّا أن يُقصِّر المُبرمج الذي برمجه!.
نحن نحتاج لطفرة نوعية في إدارة المياه، فاهمة شغلها، ومحترفة، وقادرة سريعًا وبفعالية على تجنيبنا أزمات المياه الكثيرة والمتكرّرة، والمشروعات الأيّ كلام!.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store