العَلَاقَةُ بَين الإنسَان والحيوَان هي عَلَاقة امتزَاجٍ وتَواصُل، وتَعايُشٍ وتَبادُل، ويَجب أَنْ يَسود الصُّلح بَينهما مِن أَجْل المَصير المُشتَرَك..!
إنَّ مِن أَبسَط صوَر العَلَاقة بَين الإنسَان والحيوَان؛ أنَّك تَجد كَثيرًا مِن البَشَر يَستعيرون أسمَاءهم مِن الحيوَانَات، مِثل المَهَا، وأُسَامة، والأَسَد، وغَيرهَا، وأكثَر النَّاس تَصَالُحًا مَع الحيوَانَات؛ هُم الأطفَال والأُدبَاء، لذَلك تَجد عَمليَّة التَّطبيع بَين الأطفَال والحيوَانات تَتمُّ بسُرعَة، وأَحيَانًا يَهرب الطِّفل مِن عَالَم الإنسَان إلَى عَالَم الحيوَان، لأَنَّ عَالَم «بني حيوان»؛ أَكثَر جَاذبيَّة، وأَعمَق صِدقًا ووفَاءً، وأفضَل في التَّعَامُل وحِفظ حقُوق الجَار..!
أمَّا مِن نَاحيةِ الأُدبَاء، فهُنَاك «توفيق الحكيم» وحِمَاريَّاته، و»حمزة شحاتة» وحِمَاره، والطَّير وتَغريدَاته.. أكثَر مِن ذَلك، أَوضَح هَذا التَّمازُج بَين الإنسَان والحيوَان؛ الأَديب الكَبير «أنيس منصور» -رحمه الله- في كِتَابه: «لعلَّك تَضحك» صـ84، فقَال: (كَان مِن عَادة الأُستَاذ «العقَّاد»؛ أَنْ يُقارن بَين وجُوه النَّاس ووجُوه الحيوَانَات، وكَان مِن رَأيه أَنَّ هُنَاك تَشابُهًا كَبيرًا؛ بَين أشكَالِ النَّاس وأشكَالِ الحيوَانَات، وهَذا التَّشَابُه في الشَّكل يُقابله تَشَابه في السّلوك أَيضًا، وكَانت عِند الأُستَاذ «العقَّاد» حَديقة حيوَانَات، هَذه الحَديقَة هي كُلُّ أَصدقَائه، وكَان يَختار لنَفسه حيوَانًا، يَعتقد أَنَّه شَبيه بِهِ، فقَد اختَار لنَفسه الزَّرَافَة)..!
ولَو أَردنَا أَنْ نُطبِّق نَظرية «العقَّاد» عَلَى «العرفج»، مِن حَيثُ السّلوك، فلَن أختَار إلاَّ النَّملَة، لأنَّها مُؤدَّبة، وعَامِلَة نَشيطة، ومَن أَرَاد أَنْ يَعرف آدَاب النَّمل، فعَليه أَنْ يَتدبَّر خِطَاب «مَلكة النَّمل» للمَلِك «سليمان»..!
حَسنًا.. مَاذا بَقي؟!
بَقي أَنْ نُؤكِّد أَنَّ العَلَاقَة بَين الإنسَان والحيوَان وَطيدَة، فالأبرَاج التي يَفتَخر بِهَا كَثيرٌ مِن الرِّجَال والنِّسَاء، تَحمل أسمَاء: «برج الثّور، والجَدي، والحوت، والعقرب».. هَذا مَا يَخصُّ الأبرَاج الفَلكيَّة، أَمَّا مَا يَخصُّ الأبرَاج الصِّينيَّة، فهُنَاك بُرج الحُصَان، والكَلْب، والفَأر..!
يَا قَوم، تَصَالحوا مَع الحيوَان، فأَنتُم وهو في مَركِبٍ وَاحِد، حَتَّى يَرثَ اللهُ الأَرْضَ ومَن عَليهَا..!!
من الإحسان.. تطبيع العلاقة مع الحيوان
تاريخ النشر: 28 سبتمبر 2016 22:51 KSA
العَلَاقَةُ بَين الإنسَان والحيوَان هي عَلَاقة امتزَاجٍ وتَواصُل، وتَعايُشٍ وتَبادُل، ويَجب أَنْ يَسود الصُّلح بَينهما مِن أَجْل المَصير المُشتَرَك..!
A A