Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

بلطجة الدول.. ورعايا الدول!!

عندما تتوغل دولةٌ ما في البلطجة الدولية دون خوف من رادع، فإنها تضرب مثلًا غير محمود لمواطنيها الذين يراقبون عن بعد، ومن ثم يتصرفون بصورة مماثلة عن قرب.

A A
عندما تتوغل دولةٌ ما في البلطجة الدولية دون خوف من رادع، فإنها تضرب مثلًا غير محمود لمواطنيها الذين يراقبون عن بعد، ومن ثم يتصرفون بصورة مماثلة عن قرب.

والولايات المتحدة خير مثال لذلك، فهي تُعربد في كل مكان، تفتك أسلحتها المتطورة بالأبرياء أشكالًا وأصنافًا، وغالبيتهم من أهل السنة تحديدًا. وعندما تجد آخرين يقومون بالمهمة، فهي لا تتوانى عن تشجيعهم سرًا مع إظهار شيء من الممانعة الشكلية لذر الرماد في العيون، تمامًا كما يفعل الروس بالتنسيق مع (المخادع) الأكبر في واشنطن.

ولعلّ آخر صور البلطجة الدولية ذلك القرار الصادر من الكونجرس الذي يسمح بمحاكمة الدول بدعاوى الإرهاب (الكاذبة)، مع أن الولايات المتحدة هي من أكثر الدول استحقاقًا للمحاكمة جرّاء جرائمها التي لا أول لها ولا آخر، من أفغانستان شرقًا حتى أجزاء من إفريقيا غربًا.

ويبدو أن بعضًا من أفراد الشعب الأمريكي قد تأثر بهذه السياسة المستعلية حتى بالإمكان تطبيق مثل جديد معدّل هو: (الناس على سياسة دولها).

ولعل المثال الصارخ بين أيدينا هو ما قام به الأمريكي الأولمبي راين لوكتي في أولمبياد ريو الأخير (أغسطس الماضي) حين أقدم على تخريب وتحطيم محطة للوقود، ثم اختلق قصة ملفقة عن اعتداء وهمي تعرض له انتهت بالسرقة بقوة السلاح، وشهد معه كذبًا وزورًا ثلاثة من زملائه في الفريق الأمريكي للسباحة.

انتهى الموضوع بإحراج شديد للسلطات الرياضية الأمريكية، وبمنع لوكتي من المشاركة في أي مسابقة لمدة 10 أشهر، وبإنهاء شركة سبيدو الأمريكية (المتخصصة في تصنيع وبيع أدوات وملابس السباحة) علاقتها بالسباح (المفتري) وسحب الدعم المالي المقدر بملايين الدولارات، وكذلك فعلت شركات أخرى منها رالف لورن الشهيرة في صناعة الملابس.

إنها ذات الغطرسة الأمريكية التي تمارس أدوارًا تفتقر إلى المسؤولية فضلًا عن الإحساس الإنساني الرفيع، فكما تقتل الأسلحة الأمريكية ألوف الأبرياء بدم بارد، يحطم السباح دورة مياه بدم بارد، وكما ينافق السياسي الأمريكي ويكذب، فإن لوكتي يكذب ويلفق بلا رادع من ضمير أو خوف من رقيب.

ولولا حزم السلطات البرازيلية مع الملف، لمرت بلطجة لوكتي كما مرت مثيلاتها الرسمية من قبل بمباركة وموافقة من إدارات أمريكية متعاقبة.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store