Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

«العدالة» ضد رعاة الإرهاب جاستا

صفاقة الولايات المتحدة في نظرتها الفوقية للآخرين لا حدود لها، خصوصًا في تعاملها مع العالمين العربي والإسلامي، ونكثها لعهودها مع حلفائها في لمح البصر حقيقة تُؤكِّدها عشرات الشواهد التاريخية حول العالم،

A A
صفاقة الولايات المتحدة في نظرتها الفوقية للآخرين لا حدود لها، خصوصًا في تعاملها مع العالمين العربي والإسلامي، ونكثها لعهودها مع حلفائها في لمح البصر حقيقة تُؤكِّدها عشرات الشواهد التاريخية حول العالم، فبعد مرور ما يزيد عن 70 سنة من التحالف الإستراتيجي بين المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة، ها هي تنقلب رأسًا على عقب، لتأخذ موقفًا مغايرًا من المملكة بزعم تمويلها للإرهاب، وبالتحديد في هجمات 11 سبتمبر.

فعلى الرغم مما قامت وتقوم به المملكة من جهودٍ لمحاربة الإرهاب، تم تمرير قانون «جاستا» من الكونجرس، وعلى الرغم من المسرحية الهزلية لفيتو الرئيس أوباما المعارض لتمرير القانون، أصبح القانون ساري المفعول من تاريخ التصويت عليه الأربعاء الماضي، وهو القانون الذي يُخوِّل أقارب ضحايا هجمات 11 سبتمبر بمقاضاة المملكة، وتحميلها تبعات الحادث، علمًا بأن المستهدف من هذا القانون هو هزّ مكانة المملكة المرموقة إسلاميًا تمهيدًا لهيمنة إسرائيل وإيران على المنطقة، وكذلك الحصول على الأرصدة والاستثمارات السعودية في أمريكا، والتي تُقدَّر بقرابة تريليون دولار.

الرواية الأمريكية الرسمية لتلك الهجمات متهافتة من جوانب عديدة، وانبرى لتفنيدها آلاف المتخصصين، فكوّنوا جمعيات علمية لتوثيق مكتشفاتهم واستدراكاتهم، منها وجود الحديد المذاب في أنقاض البرجين، علمًا بأن درجة انصهار الحديد هي 1450 درجة مئوية، بينما درجة احتراق وقود الطائرات هي 850 درجة. ومن أهمها اكتشاف البروفيسور نيليز هارييت من جامعة كوبنهيجي بالدنمارك وجود زهاء عشرة أطنان من مادة النانو ثرمايت بين رماد الأبراج، فمن أين أتت؟، والثرمايت مادة حارقة للمعادن عند 2500 درجة مئوية، وعادةً ما تتكوّن من مسحوق معدن الألمنيوم، ومادة مُؤكسدة مثل أكسيد الحديد، وتزيد فعاليتها عند مستوى النانو، وهو أمر لم يكن قد شاعت تقنيته آنذاك، سوى عند جهات معدودة عالميًا، ليس من بينها جهات عربية أو إسلامية. استُخدمت مادة النانو ثيرمايت في إذابة أعمدة البرجين الفولاذية إضافةً إلى التفجيرات المتتابعة للمبنيين. ومن أعجب ما حدث سقوط مبنى رقم 7 الذي يُقابل البرجين دون أسباب معروفة، فلم تصطدم به طائرة، وبقي مشتعلًا به النيران ثم سقط هو الآخر بشكل رأسي، أي بطريقة الهدم بالمتفجرات، بينما يمضي التقرير الرسمي أن الانهيار كان بسبب الحريق المعتاد، وهو أمر ليس له سابقة أن تسقط الأبراج المنشأة من الهياكل الفولاذية بالنيران المشتعلة في الأثاث.

التقرير المشار إليه به بضع وعشرين صفحة أزيلت، وسُرِّبت، تشتمل على حقائق تُؤكِّد براءة المملكة من تُهَم دعم الإرهاب، ومع ذلك تصرُّ المؤسسة السياسية الأمريكية على فعلتها، فجاءت ردود الفعل العالمية على شكل صدمة لإقرار القانون، الذي يسمح بالمساس بمبدأ السيادة الوطنية للدول وقياداتها، وعلى رأسهم -من منطلق المعاملة بالمثل- المسؤولون الأمريكيون، ولك أن تتخيل كم من القضايا ستُقام ضد الحكومات الأمريكية في التورُّط بأعمال إرهاب الدولة في حق المدنيين والأطفال والنساء، واستعمال الأسلحة المُحرَّمة دوليًا، كالفسفور الأبيض واليورانيوم المنضب، والممارسات غير الإنسانية في سجونها الشهيرة، في غوانتنامو وأبوغريب وغيرها، بدايةً من أفغانستان شرقًا، مرورًا بالعراق فسوريا وليبيا غربًا، ودعم الانقلابات في الدول المسلمة كتركيا وغيرها.

موقف المملكة هو المزيد من التوكل على الله (الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الوَكِيلُ* فَانقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَّمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ)، ثم التمسك بمبدأ المعاملة بالمثل. وأخيرًا وليس بآخر المزيد من التلاحم بين الشعب وولاة الأمر.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store