نحروا الناقة.. ورقصوا للجمل

.. من أسوأ قضايانا تحميل (الحائط الأضعف) وزر كل الخطايا..
.. (الأدنى) -إداريًا أو اجتماعيًا- هو الضحية في الغالب لكل مشكلة..!!
(1)
.. وهذه نتاج الفساد في المنظور العملي والاجتماعي، وغياب العدالة والمساواة.. وقبل ذلك غياب الوازع الديني..!!
(2)
.. وأصبح لدينا ما يُشبه الثقافة عند كل قضية أو حادثة بأن الرؤوس الصغيرة هي مَن يطير دائمًا في العجة.. وأن (الكِبَار) سيخرجون منها مثل الشعرة من العجين.
وأن (كائنًا مَن كان) لن يكون هو وحده كافيًا لبتر الفساد أو تحقيق العدالة..!!
(3)
.. كم موظف بسيط فُصل بسبب قضية لا يزال مُدبِّرها الخفي (الكبير) يتربَّع ويرتع..؟.. وكم ملف حُفظ..؟.. وكم قضية تغيَّر مسارها..؟
(4)
.. ولن أخوض في تفاصيل العديد من القضايا أو أحداث بلغت حد أن تكون رأي عام. ثم ماذا..؟!
(5)
.. صديقي ذكّرني بإرث غياب العدالة الاجتماعية.. فعند بعض القبائل كان (الثأر) يطيح برأس (الضعيف) ولو لم يكن هو القاتل لينجو (الكبير) القاتل..!!
(6)
.. وزير داخلية في بلدٍ عربي تسبَّب في حادث دهس أودى بحياة برئ.. في اليوم الثاني أودع مسؤول الأمن عامل المحطة المجاورة وصاحب البقالة السجن لأنهما حفرا حفرة كانت سبب الحادث..!!
(7)
.. وأمام بوابات إحدى السجون العربية ركل الحارس (المتهم) وهو يُلقي به إلى الداخل فهو مجرَّد عربي.. وتعرفون كم نحنُ العرب فالحون في دوس رؤوسنا وإن كانت عزيزة بأقدام قد تكون قذرة..؟
.. المتهم كان يحمل جنسية أخرى لدولةٍ كبرى لكنه نسيها في البيت.. اتّصل بأهله ليُحضروها.. وهي ساعة حتى انقلب السجن رأسًا على عقب.. الكل يتأسَّف ويعتذر حين هدَّدهم بإبلاغ سفارته..!!
(8)
.. أحد المُحقِّقين العرب قال: عندما تُقيَّد قضية ضد مجهول فقد يكون هناك شيئًا (ما) يقبع في الظل..! واعترف آخر بأن استدعاء (كبش الفداء) يحدث أحيانًا..!!
(9)
.. في النهاية تذكَّرت شفافية ذلك الراعي: «أستطيع تبريك الناقة لكني لا أقوى على مواجهة جمل هائج»!!
(10)
.. يا سادة ارقصوا لجمالكم كيف شئتم ولكن لا تنحروا كل نياقكم..!!.