للرجال فقط..!

كنت كتبت سابقًا مقالًا بعنوان للنساء فقط وأشرت فيه لاقتحام بعض الرجال عالم النساء، واليوم كتبت لأكون منصفًا مع الرجال مع اقتحام النساء لعالم الرجال وخصوصًا مع مطالبات البعض منهن بإسقاط الولاية ومن ثم القوامة وغيرها، مع أنهن وصلن خلال السنوات الأخيرة إلى الكثير من المناصب والمراكز الهامة بدءًا من مجلس الشورى وبعض الوزارات والدخول في منافسة مع الرجال، وقد نرى قريبًا أول وزيرة، وهن يستحققن ما وصلن إليه من خلال العلم والمعرفة والنبوغ في مجالات كانت حكرًا على الرجال وسحب البساط بكل جدارة واقتدار.
معشر الرجال كان يظن الكثير منهم أنهم هم من يمثل المجتمع وأنهم هم فقط من يستطيعون أن يسيِّروا الأعمال دون سواهم، وأنهم يملكون المقدرة على تحمل تكاليف الحياة دون تدخل من الشريك الآخر، ولكن هذه النظريات والنظرة المحدودة لم تستطع الصمود أمام دور المرأة في الشراكة لبناء المجتمع جنبًا إلى جنب مع الرجل بل تفوَّقت في بعض المجالات وأبدعت، ولا يمكن إغفال ذلك مهما كتب أو قيل، والمرأة التي كان لها دور منذ عهد الرسول عليه الصلاة والسلام حيث شاركت في الحروب والفتوحات الإسلامية والتاريخ شهد لها بذلك.
معشر الرجال الذين يقومون بأداء العمل مدة 8 ساعات يوميًا ثم يقضون باقي اليوم بين النوم والاستراحات مع الأصدقاء يجب أن يعوا جيدًا بأن هناك الكثير من الأعمال الأخرى التي تتطلب وجودهم بها بجوار عائلاتهم وأبنائهم لكي يساعدوا على دعم مجتمعهم من خلال تقديم أجيال تبني وتخدم وتستعد لاستقبال المستقبل بكل حصانة وعلم ومعرفة.
معشر الرجال مخطئ من يظن بأن الرجولة شنبات، وكذلك من يظن بأن الرجولة التحكم والتهكم، وكذلك من يظن بأن الرجولة عمل مدة 8 ساعات ومن ثم استراحات وشلل وأصدقاء، وكذلك من يظن بأن الرجولة التغلب على الزوجة والأولاد، وكذلك من يظن بأن الرجولة بطولة وهو من يكسبها دائمًا.
معشر الرجال أن الرجولة هي أقوال تصاحبها أفعال، والرجولة حسن المعاملة، والرجولة هي الإخلاص والأمانة في أداء الأعمال، والرجولة هي حسن التعامل مع الزوجة والأبناء، والرجولة هي التواصل مع الأصدقاء بتوازن، والرجولة هي اللين والرحمة.
أعيدوا حساباتكم أيها الرجال وعودوا إلى مواقعكم التي أمرنا بها الشرع القويم وأحسنوا الظن بالنساء فهن لن يأخذن منا إلا ما نتنازل عنه فقط.
#النجاح_استعداد_وفرصة