من نواصي أبي سفيان العاصي - 45

النَّواصِي مِن الأشيَاء التي تَبحَثُ عَنهَا فِئاتٌ مِن النَّاس، وإذَا تَأخَّرتْ لَاحقتنِي الأسئِلَة تَسألُ عَنهَا، وإذَا غَابت نَبَتَت الاستفهَامَات عَلى الأفوَاه، وكَأنَّ النَّواصي أَصبَحت الزَّاد الشَّهري؛ الذي يَنتظره أصحَاب الدَّخل غَير المَحدود مِن المَعرِفَة، لِذَا لَا مَنَاص مِن أَنْ أَنقِلُ إليهِم آخَر النَّواصي، التي جَاد بِهَا شَيخنا «أبوسفيان العاصي»:
* دَاهمني شَيطان الشِّعر -أَعوذ بالله مِنه-، حَتَّى قُلت:
وحُبُّ المالِ يَأْسُرُ كُلَّ حُرٍّ
كَأَنَّ المَالَ سِلْسِلَةٌ وَقَيْدُ!!
* ويَقول شَاعر النِّيل «حَافظ إبرَاهيم»:
أَحْيَاؤُنَا لاَ يُرْزَقُونَ بِدِرْهَمٍ
وَبِأَلْفِ أَلْفٍ تُرْزَقُ الأَمْوَاتُ!!
* «العِلمُ بَحرٌ»، وكُلُّ مَا يَحتَاجه طَالِب العِلم؛ هو سَرَاويل سِبَاحة للاستكشَاف، والبَحث والتَّعلُّم..!
* قَد تَكون أُمِّي «مَحدودة التَّعليم»، ولَكنَّها «وَاسِعَةُ المَعرفَة»، لذَلك تَرَكَتْ أَثرًا عَميقًا في نَفسي، تِجَاه تَعامُلي مَع الحيَاة..!
* عِبَارات مِثل «الوَقتُ أَدركنَا»، أَوْ «الوَقت دَاهمنَا»، أَوْ «نَظرًا لضِيق الوَقت»، كُلَّها تَدلُّ عَلى سوء تَوزيعنا للوَقت..!
* أَتعجَّبُ مِن صَديقٍ يُعاتب أصحَابه؛ لأنَّهم لَم «يَعزمُوه»، لأنَّني أَتمنَّى أَن يَنسُوا دَعوتي، حَتَّى أَستمتِع بخُلوَتي..!
* يَقول الشَّاعِر:
عَجِبْتُ لإِدْلاَءِ الغَبِيِّ بِرَأْيِهِ
وَإِحْجَامِ مَنْ كَانَ بِالقَوْلِ أَعْلَمَا!!
* كَتَب «طه حسين» في صَدر أَحَد كُتبه؛ إهدَاءً يَقول فِيهِ: (إلَى الذينَ لَا يَعملُونَ، ولَا يعجبُهم الذينَ يَعملُونَ، أُهدِي هَذَا الكِتَابَ)..!
* الفَرقُ بَين العَقلِ والدِّمَاغ، أَنَّ الدِّمَاغَ هُو السيَّارة، والعَقلَ هو سَائِقُ السيَّارة..!
* لَديَّ أَشياءٌ كَثيرةٌ أَتمنَّى أَنْ أَنسَاهَا، لذَلك أَتذكَّر النَّاقِد الدَّكاترة زَكي مُبَارك، حِين قَال: (أُحبُّ أَنْ أَنسَى، ولَكنْ أَينَ بَائِعُ النِّسيَانِ؟)..!
* مِن أَكثَر أَمثَالنا إثَارةً للتَّقزُّز والاشمِئزَاز، مَثَلٌ يَقولُ: «فُلانٌ لَا يَحذفُ ولَا يُجمِّعُ حَصَى»، وكَأنَّ الوَحشيَّةَ هي الأَصل، والنَّشَازَ هُو مَن يُحاولُ أَنْ يَكونَ مُسَالمًا، ويَنأَى بنَفسه عَن العُنفِ وحميَةِ الجَاهليَّةِ..!
* نَجاحُ برنَامج «داود الشريان»، دَليلٌ عَلَى أَنَّ مُجتَمعنَا مَليءٌ بـالغَوغَائيينَ..!
* يَقولُ الرَّئيسُ البُوسنيُّ الرَّاحِلُ «علي عزت بيجوفيتش»: (الإنسَانُ هُو الحيوَانُ الوَحيدُ الذِي يَرفضُ أَنْ يَكونَ حَيوَانًا)..!
* دَخلتُ المَكتبَةَ؛ فوَجدتُ مِئَاتِ الكُتبِ عَن تَطويرِ الذَّاتِ، وأظنُّ -واللهُ أعلَمُ- أنَّهُ كُلَّمَا زَادتْ كُتبُ التَّطويرِ، زَادت الذَّاتُ تَخلُّفًا..!!
حَسنًا.. مَاذَا بَقِي؟!
بَقِي أنْ نُودِّعكُم لنَلقَاكُم في النَّواصِي القَادِمَاتِ، عَبرَ الجُمَلِ والكَلِمَاتِ..!!